يشهد المركز الحدودي ”الفيض” ببلدية أولاد مومن بولاية سوق أهراس شللا تاما بالرغم من قربه من مدينة ”غار دماء” التونسية، حيث إن حركية التنقل عبر هذه النقطة من وإلى الجمهورية التونسية تقريبا منعدمة كون عدد المسافرين المتجهين أو القادمين من تونس عبر الفيض يبلغ عشرة أشخاص يوميا لا غير تعود أسباب هذه العزلة وهذا الشلل الذي أصاب هذا المركز الحدودي بالدرجة الأولى إلى اهتراء الطريق الوطني رقم 20، الذي يربطه ببلدية عين الزانة، إذ يفضّل المسافرون إلى تونس التوجه إلى المركز الحدودي الآخر ببلدية الحدادة التي تحسّنت وضعيتها كثيرا من ناحية التنمية، خلال السنوات العشرة الأخيرة، خصوصا بعد العمليات التي أعادت الاعتبار للطريق الوطني رقم 81 الرابط بين عاصمة الولاية وبلدية الحدادة إذ قلّصت المدة الزمنية الفاصلة بينهما إلى 45 دقيقة وأضحى الوصول إلى هذا المركز الأخير أمرا هيّنا. لكن الغريب في الأمر أن العديد من هؤلاء المسافرين يحبّذون المرور إلى تونس عبر مركز ”الفيض” ويتمنون من السلطات تعزيز حركة التنمية به، لا سيما فيما يتعلق بإصلاح الطريق وتوفير أماكن المبيت التي تنعدم تماما والتي جعلت البعض من المسافرين يقصدون مراكز ولايتي الطارف وتبسة للوصول إلى الجمهورية التونسية. من جهته، أشار الوالي في آخر لقاء له مع الصحافة المحلية، إلى هذه النقطة السوداء معترفا أن أكبر عائق يحول دون تطور مركز الفيض يكمن في رداءة الطريق الذي رصد له مؤخرا مبلغ 200 مليار سنتيم لإنجازه على مسافة 20 كلم، والأشغال بحسب المسؤول الأول عن الهيئة التنفيذية هي جارية دون أن يعطي تفاصيل إضافية. وفي انتظار ذلك، يبقى هذا المركز معزولا ومشلولا، وينتظر سكان منطقة الفيض الحدودية عودة المركز إلى سابق عهده من ناحية النشاطات التي كان عليها في الثمانينيات قبل تردي طريقه حتى يفتح عليهم حركة اقتصادية تقلل من نسبة البطالة التي ازدادت جراء انعدام أي نشاط إلا ما تعلّق بالشبكة الاجتماعية أو تشغيل الشباب. النقطة السوداء الأخرى التي أثرت على عمل المركز، منذ سنوات، تتمثل في موقعه، فبعد إنجازه وإعادة رسم الحدود بين البلدين تبيّن أن هناك عائلات جزائرية تقيم خلفه يعبر أفرادها المركز للوصول إلى منازلهم، ولهذا قررت السلطات المسؤولة تسجيل مشروع لإنجاز مقر جديد للمركز يكون موقعه على الشريط الحدودي بشكل قانوني إذ تم اختيار الأرضية، منذ أسابيع، في انتظار انطلاق الأشغال، على أن ينجز المركز بمرافق لراحة المسافرين.