لقد قيل في الحلبة ”لو علم الناس بما فيها من فوائد لاشتروها بوزنها ذهباً”. كما قال العالم الإنجليزي كليبر ”لو وضعت جميع الأدوية في كفة ميزان ووضعت الحلبة في الكفة الأخرى لرجحت كفة الميزان”. وقوة الحلبة من الحرارة في الدرجة الثانية، ومن اليبوسة في الأولى، وإذا طبخت بالماء، ليّنت الحلق والصدر والبطن، وتسكن السعال والخشونة والربو، وعسر التنفس، وهي جيدة للريح والبلغم والبواسير، ومخففة من ارتباكات الأمعاء، وتحلل البلغم اللزج من الصدر، وتنفع في أمراض الرئة، وتستعمل لهذه الأدواء في الأحشاء مع السمن. وإذا شربت مع وزن خمسة دراهم، أدرت الحيض، وإذا طبخت وغسل بها الشعر جعدته. ودقيقها إذا خلط بالنطرون والخل، وضمد به، حلل ورم الطحال، وقد تجلس المرأة في الماء الذي طبخت فيه الحلبة، فتنتفع به من وجع الرحم العارض من ورم فيه. وإذا ضمد به الأورام الصلبة القليلة الحرارة، نفعتها وحللتها، وإذا شرب ماؤها، نفع من المغص العارض من الرياح، وأزلق الأمعاء. وإذا أكلت مطبوخة بالتمر، أو العسل، أو التين على الريق، حللت البلغم اللزج العارض في الصدر والمعدة، ونفعت من السعال المتطاول منه. وهي نافعة من الحصر، مطلقة للبطن، وإذا وضعت على الظفر المتشنج أصلحته، ودهنها ينفع إذا خلط بالشمع من الشقاق العارض من البرد، ومنافعها أضعاف ما ذكرنا. ويذكر عن القاسم بن عبد الرحمن، أنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ”استشفوا بالحلبة” وقال بعض الأطباء : لو علم الناس منافعها، لاشتروها بوزنها ذهباً.