وجد عدد من المصلين بولاية الوادي مع حلول شهر رمضان الكريم مساجدهم دون أئمة لتسيير شؤونها، سيما مع التدفق الكبير للمصلين على المساجد في هذا الشهر الفضيل، وهو ما بات يهدد صلاة التراويح في الكثير من المساجد التي لجأ أصحابها إلى الأئمة المتطوعين، وأرجعت مديرية الشؤون الدينية والأوقاف بالولاية السبب إلى نقص مواردها البشرية وقلة عدد المناصب الممنوحة لها من قبل الوزارة الوصية. وفي هذا السياق، حذرت لجنة الشؤون الاجتماعية والثقافية بالمجلس الشعبي الولائي بالوادي في تقريرها حول تقييم حصيلة نشاطات قطاع الشؤون الدينية الأوقاف للسنة المنقضية، الذي عرضته على المجلس خلال الدورة العادية الثانية مؤخرا من التأثر بالفرق الدينية المنحرفة، خصوصا الشيعة وكذا المذاهب الغريبة وفتاواها المتشددة على الرغم من حرص الدولة على ترسيخ المذهب المالكي. وبخصوص عملية تأطير المساجد بالأئمة، فقد أشار تقرير اللجنة المذكورة إلى النقص الكبير في هذا المجال، حيث لم يتم خلال سنتي 2008 و2009 توظيف سوى عشرة أئمة جدد. وأوضح تقرير اللجنة الذي تحصلت “الفجر” على نسخة منه، أن مساجد الولاية المقدر عددها ب 515 مسجد تعاني مشكلا كبيرا في التأطير، وهو ما تبرزه الأرقام التي تشير إلى أن العدد الإجمالي للائمة بمختلف أصنافهم لا يتجاوز 359 إمام، وهو ما يعني أن 156 مسجد موجودة حاليا دون أئمة. وفيما يتعلق بالقيمين والمؤذنين معا على اعتبار أن كلا منهم يعوض الآخر، فإن عددهم حسب ذات التقرير لا يتعدى 146، وهو ما يعني أن 369 مسجد من أصل 515 مسجد بالولاية لا يوجد بها قيم أو مؤذن، ولعل من المآخذ التي سجلتها اللجنة المذكورة في تقريرها هو أن هناك مساجد بها من ثلاثة إلى أربعة موظفين، في حين أن مساجد أخرى لا يوجد بها ولو موظفا واحدا. يذكر أن مدير القطاع نفى وجود بعض الطوائف المذهبية بالولاية، مشيرا إلى أن مصالحه تسعى دائما لتدارك العجز المسجل من خلال الاستعانة ببعض المتطوعين.