تمكن عناصر أمن ولاية عنابة الذين تجندوا لمباشرة عمليات بحث عن أربعة مساجين، فروا من المؤسسة العقابية بوزعرورة نهاية الأسبوع الفارط، من توقيف ثلاثة منهم مساء أول أمس في حدود الرابعة والنصف عصرا، حيث تم توقيفهم بعد حوالي 24 ساعة على تنفيذ عملية الفرار، في منزل يقع بحي الصرول بالبوني والذي تمت عملية تمشيطه سويعات بعد هروب المساجين، ما مكن من توقيفهم إثر تحريات دقيقة وتناقل معلومات تخص المجرمين الفارين بين كامل عناصر الأمن، الذين انتشروا بشكل مكثف عبر مداخل ومخارج البلدية، ناهيك عن تطويق كلي لجميع منافذ الولاية، باعتبار أن أحد الفارين يقيم بالقالة لازال البحث جاريا عنه، وهو المتورط في جريمة قتل بشعة في حق شابة، ويقضي بالسجن عقوبة 20 سنة سجنا نافذا. وعلى خلفية الحادثة التي تعتبر سابقة في المؤسسات العقابية بولاية عنابة، باشرت النيابة العامة بأمر من النائب العام لدى مجلس قضاء عنابة تحقيقا معمقا في الواقعة من خلال استدعاء إطارات وبعض حراس المؤسسة العقابية الذين زاولوا مهام الرقابة أثناء هروب المساجين الأربعة، الذين أضافت مصادر مطلعة أنهم تمكنوا من تنفيذ خطة الهروب من سجن بوزعرورة إثر صدور قرار من إدارة السجن بتحويل حراس الرقابة على الأسوار كل مساء لمهام تفتيش قفة المحبوس التي يجلبها أولياء المساجين للمؤسسة العقابية، ليتحين المساجين الفرصة كي يقوموا في غياب الحراس أثناء فترة الراحة اليومية، باستعمال أغطيتهم القماشية لتسلق جدار السجن، ثم الفرار بسيارة كانت في انتظارهم أمام مقر السجن، علما أن الفارين حسب معلومات مؤكدة كانوا ينوون مغادرة التراب الوطني باتجاه إيطاليا بعد الاتفاق مع أحد رؤوس مافيا تهريب البشر لتمكينهم من قارب حرڤة يمكنهم من الإفلات من قبضة الأمن الذي يلاحقهم، والسجن الذي كانوا يأملون في عدم العودة إليه من خلال تنفيذ العملية عقب الاختفاء عن الأنظار لأيام معدودات، ثم الهروب بالقارب الموعود من شواطئ وادي بقرات أو شطايبي عبر نقاط لا تخضع للرقابة، غير أن سرعة عناصر الأمن في تطويق المنطقة مكنت من الإطاحة بثلاثة هاربين متابعين بتهم السرقة وتكوين جمعيات أشرار، سيتعرضون لعقوبات قانونية عن ارتكاب هذه المخالفة القانونية في انتظار ما سيسفر عنه التحقيق مع عمال المؤسسة العقابية ببوزعرورة في البوني.