نشرت مؤخرا الاستخبارات الإسبانية تقريرا تحذر فيه من خطر شن عمليات إرهابية في أوروبا وشمال إفريقيا من قبل بعض الخلايا النائمة لتنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي، قد يكون ردا على تمكن الجزائر والمغرب من تفكيك خلايا إرهابية. وارتكز التقرير، الذي قيل إنه يرتكز على معلومات ”ميدانية ودقيقة جدا”، عن احتمال تعرض دول من أوروبا، منها إسبانيا ودول شمال إفريقيا، كالجزائر والمغرب، إلى عمليات إرهابية، واعتبر التقرير الاستخباراتي الإسباني، الذي نشر مباشرة بعد تصريحات مسؤول في الاستخبارات الفرنسية عن توسع دائرة التهديد الإرهابي واستهداف فرنسا، أن الخلايا الإرهابية على قدرة أفراد على التكيف مع الإجراءات الأمنية، واستدل بالأحداث الأخيرة بإسبانيا والمغرب وموريتانيا، والتي تؤكد قدرة للعناصر الإرهابية على سرعة الانتقال. كما تحدث التقرير الاستخباراتي عن أنباء حول محاولة إحياء الخلايا النائمة لتنظيم القاعدة، وصور إسبانيا على أنها ”الهدف المميز” للجماعات الإرهابية الناشطة في الصحراء والساحل، وأضاف التقرير الذي نقلت بعض جوانبه جريدة ”الصباح”، المغربية، أن منظمات غير حكومية، منها ”أنترموند أوكسفام” و”أنتربيدا”، لجأت إلى تعزيز الإجراءات الأمنية لحماية المتطوعين العاملين بها بسبب التهديدات التي تنشرها الجماعات المسلحة، خاصة بعد مقتل الرعية الفرنسي، ميشال جيرمانو، الذي كان ينشط في المجال الإنساني على يدي التنظيم الإرهابي تنفيذا لتهديدات هذا الأخير الموجهة لباريس. ويطرح تقرير الاستخبارات الإسبانية، الذي نشر أياما فقط عقب تصريحات المسؤول الفرنسي، احتمالا يتعلق بمحاولة الدولتين التي ارتكبت خطأ كبيرا أضر بجهود توحيد مكافحة الإرهاب في الساحل مؤخرا، من خلال المشاركة العسكرية لفرنسا في العملية التي قادتها موريتانيا في مالي لتحرير ميشال جيرمانو بعيدا عن الدول المعنية، بالإضافة إلى لجوء مدريد إلى التفاوض ودفع الفدية للجماعات الإرهابية حفاظا على حياة رهينتيها بمحاولتهما توجيه الرأي العام الدولي عما ارتكباه في الساحل وتصوير نفسيهما ضحية للإرهاب وتهديداته.