لا خوف على تأهل منتخبنا للكان 2012” ”الروسي روغوف أفضل مدرب أجنبي درب الجزائر” ”علينا الوقوف مع الخضر في الضراء قبل السراء” الاحتراف سيعيد الاعتبار للبطولة ولاعبينا للمنتخب” ”أنا فخور جدا بإنجاز شبيبة القبائل ومتأسف لسطيف” يعتبر النجم فضيل مغارية أحد اللاعبين المميزين الذين تركوا بصمتهم في كل الفرق التي لعبوا لها، فهو يجمع بين البراعة والأناقة والانضباط، ما جعله لاعبا متكاملا. فمع الخضر عاش أحلى أيام الكرة الجزائرية حين ساهم في تأهيلها كأول منتخب أفرو عربي للمونديال دون هزيمة، كان ذلك في تصفيات مكسيكو 1986 كما كان الصخرة التي أهدتنا اللقب القاري الوحيد حتى الآن في الكان 1990 ومع الأندية كان رمزا في جوارح الشلف قبل أن يحترف في النادي الافريقي التونسي حيث لا تزال صوره تزين أرجاء باب الجديد معقل أنصار الافريقي الذين يذكرونه بكل خير ويترحمون على أيامه الذهبية معهم... مغارية ورغم كثرة التزاماته الحالية بعيدا عن هموم كرة القدم، إلا أنه لم يرفض طلبنا لمحاورته وأجاب عن كل استفهاماتنا بصدر رحب، وبدبلوماسية أكد لنا أن إبداعه لم يتوقف بعد ابتعاده عن المستطيلات الخضراء. وإليكم هذه الرحلة بين السين والجيم في عقل إمبراطور الدفاع الجزائري فضيل مغارية. بداية هناك انقسام للجمهور الجزائري بين دعاة المدرب المحلي أو الأجنبي. كلاعب دولي سابق ما رأيك في هذا الموضوع ؟ سأتحدث معكم بخبرتي الطويلة التي قضيتها في المنتخب الوطني، لأؤكد لكم أن المدرب الأصلح والأنسب والأليق لمنتخبنا يجب أن يكون جزائريا، وأذهب لأبعد من هذا لأقول من المستحيل أن ينجح فريقنا مع مدرب غير جزائري... ما سر كل هذا الإصرار...؟ ليس هناك أي سر، كل ما في الأمر أن التجارب السابقة أكدت هذا الأمر، فمثلا بعد مونديال 1986 أشرف على الخضر العديد من الأجانب لكن لا أحد تمكن من تأهيلنا لكأس العالم بل بالعكس النتائج الأخيرة كانت كارثية... هل من توضيح...؟ مع مرور الوقت فقد المنتخب الجزائري بريقه خاصة في فترة إشراف الأجانب، لدرجة أن عجزنا عن التأهل لكأسي إفريقيا لعامي 2006 و2008 كان مع البلجيكي واسيج ثم الفرنسي كافالي. وأنا شخصيا لا أتمنى تكرار هاتين التجربتين المؤلمتين، وأدعو لمواصلة ما فعله سعدان الذي أهلنا للمونديال والكان وقدمنا وجها مشرفا جدا سواء في العرس القاري أو العالمي. نفهم من كلامك أن سعدان تسرع باتخاذ قرار رحيله عن النخبة الوطنية ؟ لا بالعكس، حسب رأيي الشيخ سعدان قدم استقالته متأخرا، لأنه كان من الأجدر أن ينسحب مباشرة بعد المونديال حتى يعطي كامل الوقت لمن يأتي بعده للتكيف مع أوضاع المنتخب، والمنطق يقول أن المدرب الذي يستهل أي مشوار تصفوي لا بد أن ينهيه. من تراه الأجدر لقيادة الخضر في الفترة القادمة ؟ لدينا العديد من الخيارات، لكن من وجهة نظري فمنح العارضة الفنية للثنائي رابح ماجر وعبد الحق بن شيخة هو أحسن خيار، فالأول سبق له وأن أشرف على المنتخب وقام بعمل جيد، أما الثاني فقد تألق في تونس وآن الأوان أن نستفيد من خبرته. ماجر مطلب الجماهير، لكن ما يحسب ضده أنه لم يشرف على أي ناد وترك بصمة واضحة ؟ ماجر كان ولا يزال وسيظل كبيرا، ويكفي أنه تكون على يد أكفأ المدربين المحليين والعالميين ويحظى باحترام العالم أجمع، ومن دون شك فهو يستحق التواجد على رأس المنتخب الوطني لكونه قادرا على قيادته لأفضل النتائج، وقد سبق له وأن أكد ذلك لولا أن أمورا اعترضت طريقه لا فائدة من العودة إليها الآن، لكن عودته للخضر ستكون مفيدة جدا. بالنسبة لاختيارك الثاني لبن شيخة فيقال أنه عديم الخبرة، ما ردك ؟ بن شيخة ما كان يصل لما وصل إليه اليوم لولا أنه مدرب طموح. وبحكم علاقاتي الوطيدة مع النادي الافريقي فقد أكد لي أكثر من خبير بشؤون الكرة أنه مدرب ممتاز، وأعتقد أننا لو نمنحه الفرصة للعمل مع نجم كماجر ونوفر لهما الجو المثالي للعمل سيقودان المنتخب لأحسن النتائج. لكن يروج أن الفاف تميل لتعيين مدرب أجنبي ؟ إذا كان ذلك صحيحا فعلى المسؤولين أن يجلبوا لنا مدربا بحجم طموحات منتخبنا الحالية، أي مدربا عالميا له اسم ووزن في الساحة الكروية، وليس جلب اسم مغمور ليستفيد من قدومه للجزائر أكثر مما يفيد منتخبنا. سبق لك أن تعاملت مع مدرب أجنبي وهو الروسي روغوف، كيف كان يتعامل معكم ؟ صراحة ودون أي مغالاة، الروسي روغوف هو أحسن مدرب أجنبي عمل بالجزائر دون منازع، ونتائجه وحدها تتحدث عنه بكل خير، فهو من كان على رأس الخضر عندما تأهلوا لأول مرة لمونديال إسبانيا 1982 كما كان لي الشرف العمل معه والمشاركة في نهائيات كأس إفريقيا 1988 بالمغرب التي أنهيناها في المركز الثالث رغم تواضع التحضيرات. وهنا أود إضافة شيء هام... تفضل... روغوف نجح مع المنتخب الوطني لأنه قبل أن يشرف عليه عمل مع عدة أندية كالشلف، شباب قسنطينة، أي أنه فهم جيدا عقلية اللاعب الجزائري وهذا شيء مهم ساعده لكي ينجح مع المنتخب. بغض النظر عن جنسية المدرب الذي سيخلف سعدان، كيف ترى مستقبل الخضر في التصفيات الحالية ؟ بعد مباراتي الجولة الأولى وقفت على قناعة وهي أن المنتخب الجزائري أقوى فريق في مجموعته الرابعة وسيتأهل دون أدنى مشكل للعرس الافريقي القادم. ألا تعتقد أن مثل هذا الإفراط في الثقة كان سبب انطلاقتنا الخاطئة ضد تنزانيا ؟ صراحة إذا قارنا المستوى الذي أظهره منتخبنا ببقية المنتخبات العربية سنجد أنه كان أحسن منهم جميعا لأنه سعى إلى الفوز لكن الحظ أدار له ظهره، ومن حسن الحظ أن لا شيء لعب حتى الآن في مجموعتنا، وهو ما أعتبره أفضلية لمنتخبنا. لكن البعض يتوقع منافسة قوية من المغرب وأجراس الخطر قرعت من تنزانيا وإفريقيا الوسطى ؟ علينا ألا نضخم الأمور، فالمنتخب المغربي غارق في مشاكل لا حصر لها وأولها مدربه الذي يصر على التعامل معه بالمراسلة. أما تنزانيا وإفريقيا الوسطى فليس لهما أي باع على المستوى القاري ولا خوف منهما، وكل كلامي ستقفون عليه في الجولات القادمة. لكن المتتبعين يؤكدون أن الخوف نابع أصلا من المنتخب الجزائري أكثر من خصومه ؟ على الجميع أن يقف مع الخضر في الضراء قبل السراء ومنتخبنا بصدد فتح صفحة جديدة مع تعيين مدرب جديد، خاصة أن حظوظنا في التأهل لا تزال كما هي ومنتخبنا دوما يكون في الموعد خلال المواعيد الحاسمة والأفضل قادم. ما هي رسالة مغارية للمدرب الوطني الجديد ؟ الإشراف على المنتخب الجزائري تكليف وليس تشريفا، وأتمنى أن يكون المدرب القادم قادرا على قيادة سفينة الخضر لبر الأمان، وأتمنى أن يركز على حالات اللاانضباط التي أصبحت تحدث في المنتخب. هل من توضيح...؟ لقد أصبت بالذهول عندما شاهدت أن منتخب الجزائر وأمام ضيف كتنزانيا لاعبوه يتصارعون لأجل من ينفذ مخالفة أو ركنية، فهذا عيب وعار ونقطة سلبية تحسب ضدنا، ولهذا أتمنى من المدرب القادم أن يضع حدا لهذه الظاهرة السلبية التي تؤكد أن لاعبينا غير منضبطين ويقصرون في تأدية دورهم فوق الميدان، بعد أن أحدثوا ”خالوطة” لم نتعود عليها في فريقنا ولا تشرفهم كمحترفين... نفهم من كلامك أن المشكل في اللاعبين قبل المدرب ؟ هذا أمر مؤكد، فأي مدرب يقدم لكل لاعب ما يجب أن يقوم به فوق الميدان، لكن في بعض الأحيان هناك من يتمرد ويقوم بتصرفات بمحض إرادته فيضر فريقه. ولا أتصور أن سعدان قد طلب من اللاعبين التصارع لأجل من ينفذ الكرات الثابتة، بل سوء تقدير اللاعبين هو الذي أوصلنا لهذه الحالة التي أؤكد أنها سلبية جدا ويجب وضع حد لها. ألا تعتقد أن ذلك نابع من تساهل سعدان مع اللاعبين وسبق لك وأن عايشت هذا المدرب في مونديال 1986 ؟ المدرب سعدان لا يخفى عليه أي شيء في كرة القدم وخبرته أوصلتنا للتأهل لمونديال 2010 الذي لم يكن قبل بداية التصفيات من اهتماماتنا. ولا أعتقد أنه يتساهل مع اللاعبين، بل كل اللوم يقع على محترفينا الذين استغلوا طيبته ودون قصد أضروا بالمنتخب ككل. في سياق آخر هل تعتقد أن بطولة الموسم القادم التي ستنطلق قريبا يمكن لها أن تكون محترفة ؟ لم لا... الاحتراف في مثل هذا الوقت هو السبيل الوحيد لإعادة الاعتبار لبطولتنا التي عرفت تقهقرا رهيبا في السنوات الأخيرة، حيث لم نعد نرى الفنيات أو المواهب بقدر ما نسمع عن العنف الذي نخر بطولتنا. إذن الاحتراف حسب رأيك سيعود بالفائدة على بطولتنا ؟ هذا أملي الشخصي أن تعود البطولة كما كانت سابقا العمود الفقري للمنتخب. فأنا أتذكر أن 80 بالمئة من لاعبي البطولة كانوا مع المنتخب الوطني، وحتى محترفونا سبق لهم وأن تخرجوا من بطولتنا صوب الأندية الأوروبية وهذا عامل ساعد المشرفين على المنتخب الوطني في ذاك الوقت، وإن شاء الله مع المشروع الاحترافي الجديد ستعود هيبة البطولة ويعود اللاعب المحلي بقوة للخضر. هل من كلمة عن مشوار فريقي الجياسكا وسطيف في دوري أبطال إفريقيا ؟ لقد سعدت كثيرا بما قدمته شبيبة القبائل التي أكدت أنها أحسن سفير للكرة الجزائرية في منافسات الأندية، وسعدت بها أكثر لأن تألقها كان على حساب المصريين الذين حصدت منهم 10 نقاط كاملة وفازت بلقب مجموعتها عن جدارة، ما جعلنا جميعا نفتخر بها وإن شاء الله سيواصل أبناء القبائل تألقهم ولم لا إحراز اللقب. أما سطيف فأعتقد أنها دفعت ثمن تأخر تحضيراتها التي كلفتها انطلاقة خاطئة بقواعدها أمام الترجي التونسي، لكن الغلطة الأكبر كانت الخسارة في هراري أمام ديناموس. لكن مهما يكن فمجرد المشاركة في بطولة من هذا النوع ستزيد الوفاق قوة ليكون أكثر توفيقا مستقبلا. بم تود أن نختم هذا الحوار...؟ أولا عيد سعيد لكل قراء جريدتنا ”الفجر” التي أشكرها على هذا الاهتمام، وكلمتي الأخيرة أخصصها لعشاق المنتخب الوطني وأطلب منهم ألا يفقدوا الثقة في فريقهم وأن يقفوا معه دوما، وأنا متأكد من أنه سيعود بقوة للسيطرة على مجموعته والتأهل لكأس إفريقيا 2012 وبعدها سيكون لكل حدث حديث...