عرفت حرفة الإسكافة، مؤخرا، عودة ملحوظة بمدينة المشرية بعد أن شهدت ركودا كبيرا في العشرية الماضية، وانحصارها في فئة قليلة كانت تمارسها من أجل لقمة العيش وسط الشوارع في كثير من الأحيان. فالمتجول في بلديات ولاية النعامة، خاصة بكبرى مدنها، بلدية المشرية، يلاحظ تضاعف الورشات المخصصة لهذا المجال واعتمادها بالدرجة الأولى على العنصر الشباني، ما يضفي عليها طابع الخصوصية، لاسيما أن أغلب الشبان كانوا إلى فترات غير بعيدة يتهربون من هذه الحرفة. وعلى الرغم من أن أغلب الإسكافيين المهيكلين بالولاية لا يتعدى السبعة موزعين عبر بلديات الولاية، فإن أغلب الإسكافيين الآخرين يتهربون من عملية التصريح بنشاطهم مفضلين العمل بطريقة غير منظمة دون التسجيل بالغرفة التجارية للحصول على بطاقة الحرفي أو التسجيل بالقيد التجاري. ويطالب هؤلاء الحرفيون ببعض التسهيلات لممارسة نشاطهم حتى يضمنوا استمراريته وجعله متداولا بين الفئات البطالة عديمة المستوى من جهة، وإحيائه كحرفة تقليدية عريقة يمكن عصرنتها من جهة أخرى، حيث أوضح الإسكافي قاسمي أحمد، الذي يعتبر من الناشطين القلائل في مدينة المشرية، أن مهنة الإسكافي لا تتوقف عند تصليح الأحذية فقط بل تتعداها إلى إنجاز أحذية والتفنن فيها حسب الطلب والنماذج. وفي هذا السياق، تشتهر مدينة المشرية ببعض الورشات التي تنجز أحذية موسمية انطلاقا من نماذج مستوردة، حيث يكتشف الزبون لدى استلامه لبضاعته أنها تنافس في الإتقان والجودة تلك الأحذية المعروضة بأسعار خيالية في محلات الألبسة الجاهزة المستوردة. ومع زيادة الإقبال على هذه الحرفة، من المنتظر أن يفتح تخصص لتكوين الإسكافيين بمركز التكوين المهني والتمهين بالمشرية، استنادا إلى أحد مسؤولي القطاع الذي أكد أن انطلاق العملية متوقف على وصول التجهيزات البيداغوجية الخاصة بهذا الاختصاص. من جهته، كشف مدير الصناعات التقليدية بالنعامة أن هناك تسهيلات كبيرة سوف تقدم لكل من يقوم بتكوين الشبان وتلقينهم هذه الحرفة. ويرى ذات المصدر أن أهم عقبة تواجه برمجة التكوين في مثل هذه الحرف التقليدية، هو عدم امتلاك أغلب الحرفيين لبطاقة الحرفي وممارستهم للمهنة بطريقة غير شرعية.