اعتبر عدد من الكتاب العرب والأفارقة، الذين نشطوا ندوة أدبية ناقشت ”صورة المرأة ومكانتها في الأدب”، أن المرأة حاضرة دوما في نصوص المبدعين وبخاصة المرأة الأم التي تكاد تكون محور أغلب النصوص التي تناولها الأدباء منذ عصور خلت، سواء كان هؤلاء المبدعين نساء أو ذكور، مؤكدين في الوقت ذاته على أهمية هذا الحضور في تلك النصوص قال الأكاديمي دنيس إبراهيمي، إن المرأة كانت حلقة تواصل بين القارئ والكاتب، خاصة إذا ما وجدنا أن هذا الكاتب قد تطرق في نصوصه إلى نساء مناضلات، استطعن أن يتركن بصمتهم الواضحة في المشهد العام لأي مجتمع كان، وقدم المتحدث بعض الشهادات حول بعض النساء اللواتي شكلن همزة تواصل بين مختلف الأجيال، وتناولها عدد من الكتاب والروائيين والباحثين، أمثال المناضلة والكاتبة مرغريت طاوس عمروش، التي استطاعت أن تكون رمز المثقفة الخالدة عبر العصور في الثقافة الأمازيغية التي تنحدر من إحدى مناطقها، وقد عرف عن هذه الجوهرة ابنة بلقاسم عمروش، الذي تعود جذوره إلى قرية ”إيغيل علي”، بولاية بجاية، بنضالها المستميت من أجل إحياء الثقافة والهوية الأمازيغية، حيث شاركت في تأسيس الأكاديمية الأمازيغية بباريس سنة 1966، وساهمت بشكل كبير في نشر هذه الثقافة خارج حدود الوطن. كما نوه المتحدث بمسار والدته صاحبة كتاب ”تاريخ حياتي”، فاطمة آيت منصور، والتي تعد أول امرأة إفريقية متعلمة، سردت في مؤلفها الشهير”تاريخ حياتي”، ما عانته هي وأمها في مجتمع قبلي لا يعترف بالخطيئة، بالإضافة إلى هذا قدم المحاضر بعض الشهادات حول هؤلاء المبدعات اللواتي استطعن أن يقدمن الصورة الحقيقية عن الواقع الذي تعيشه المرأة من منظورها الخاص كونها عايشت أحداثه. الكاتب والقاص الكونغولي، بونيفاس مانغو موبوسا، أكد على أنه مطلع على العديد من التجارب الأدبية في الشعر، القصة، الرواية التي تكتب في مختلف دول إفريقيا، وقد خلص بعد هذه إطلاعه على هذه التجارب إلى كون أغلب المبدعين الذين تناولوا المرأة في أعمالهم تطرقوا إلى الأم أكثر من تطرقهم إلى الحبيبة والزوجة والأخت، وهو ما جعله يعتبر أن حضور المرأة في أي أدب إفريقي أو عالمي يعد ضرورة حتمية لأي نص إبداعي. هذا ونوه المتحدث خلال مداخلته في ندوة ”صورة المرأة ومكانتها في الأدب”، التي أقيمت مساء أول أمس، على هامش فعاليات صالون الجزائر الدولي للكتاب في دورته ال15، الذي يحتضنه إلى غاية ال6 من شهر نوفمبر الجاري المركب الرياضي محمد بوضياف بالعاصمة، إلى كون المرأة لم تترك المجال للآخر لكي يكتب عن آلامها وهمومها وتطلعاتها في هذه الحياة، بل كتبت أيضا عن نفسها واستطاعت أن تفرض نفسها في المشهد الثقافي العالمي تماما كما فعل المبدعون.أما الشاعر والباحث الكاميروني أوجين ايبودي، فقد تطرق إلى روايته التي صدرت مؤخرا وجاءت تحت عنوان ”السيدة الإفريقية”، مؤكدا على كونه تحديث فيها عن المرأة الإفريقية وحضورها في الأدب الإفريقي، معتبرا أن وجودها في الأدب الإفريقي يعد تقليدا في هذا المجتمع، فهي غالبا ما تكون مصدر الإبداع الأدبي لمختلف المبدعين الأفارقة. وفي الأخير خلص المحاضرون إلى كون المرأة مهما كانت صفتها في حياة المبدع فقد استطاعت أن تكون سلسلة التواصل بين المبدع وقرائه، لذلك فالأدب بمختلف تخصصاته وتوجهاته يحتفظ بذاكرة المرأة فيه سواء المرأة التي استطاعت أن تقتحم هذا المجال الإبداعي أو من خلال إلهامها لعدد كبير من المبدعين الذين تناولوها في مختلف أعمالهم الإبداعية.