قال مدرب المنتخب العسكري عبد الرحمان مهداوي أننا لم نستخلص جيدا من مشاركتنا في مونديالي 82 و82، لنعيش نفس السيناريو مع الخضر بعد نهائيات كأس العالم الأخيرة في جنوب إفريقيا وعلى الجميع الالتفاف بالخضر لاسترجاع روح أم درمان” وهو ما يفسر أن الجزائر لم تبلغ المستوى العالي بعد على حد تعبير محدثنا، الذي أكد على أن الحل يكمن في المحيط بأكمله وليس اللاعبين فقط، فروح وعزمة أم درمان لن تعود إلا بالتسلح مجددا بالعقلية ذاتها، وغير ذلك فإننا نكون قد ضيعنا كل شيء بفقداننا للوصفة التي صنعت من الخضر أبطالا حقيقيين، قادتهم للظفر بتأشيرة التأهل إلى المونديال بعد غياب 24 سنة كاملة. وفسر الناخب الوطني السابق في حديثه للفجر أن تفكير لاعب الخضر الآن تغير نوعا ما، مقارنة بالروح القتالية والعزيمة الشديدة اللتين كانتا بمثابة سلاحين فتاكين، جسد بفضلهما حلم شعب كامل، بعد أن ضمن تأهله إلى كأس العالم، وبالتالي يرى محدثنا أنه من غير المعقول أن نضيع كل ما ورثناه عن الفترة السابقة، معربا بأنه بات ضروريا على رفقاء القائد عنتر يحيى الاعتماد على الجانب العقلي، وترك الحرارة والحماس لوقتهما المناسب، قائلا في الصدد ”موقعة أم درمان كانت قضية الجميع، فالجميع تسلح بمعرفته وساند الخضر أمام المصريين، فالمسيرون قاموا بالواجب والجمهور الجزائري تحرك بقوة وكانت له وقفة تاريخية في أم درمان، سيكتبها التاريخ حتما بأحرف من ذهب”. وأضاف مهداوي أن تعثر تنزانيا ثم خسارة بانغي كشف عيوب المنتخبات التي قلما تشارك في المنافسات الكروية الكبيرة، وهو الأمر الذي يفسر أن لاعبي المنتخب الوطني بذلوا كل ما بوسعهم من أجل التأهل إلى المونديال ثم المشاركة فيه، إلا أنهم افتقدوا لكل ذلك مباشرة بعد نهاية هذا العرس العالمي، وهو ما جعلهم يعودون إلى الوراء، وخير دليل تقهقرهم من أول خرجة رسمية في تصفيات أمم إفريقيا 2012، إثر تعادلهم بالديار أمام منتخب تنزانيا، ثم الخسارة المفاجئة التي تلقوها في بانغي في ثاني جولة من التصفيات أمام منتخب إفريقيا الوسطى المغمور. وفي توضيح لهذه النقطة، أشار مهداوي أن نفس السؤال طرح على الناخب الوطني السابق رابح سعدان، فإنه حتما سيجيب بأن النزعة تغيرت فعلا، لأن الهدف كان محدود الزمان، لأن الجميع في المنتخب من الطاقم الفني، اللاعبين ومسيرين كان سعيهم هو التأهل إلى المونديال وكفى، لكنهم لم يعوا حينها أن ما سيأتي بعد كأس العالم يقلب الموازين رأسا على عقب.