اختار الكاتب والإعلامي بوعلام رمضاني مقر الجاحظية لتكريم ذكرى الروائي الراحل الطاهر وطار، كما عرفه كمثقف وإنسان، كما لم يفوّت الفرصة للحديث مجددا عن عمي الطاهر المتهم ”بزرع الفتنة بين الأدباء الفرانكفونيين والمعربين في المهجر” وعن التجاهل الذي لاحقه في فترة علاجه في باريس على يد كل من قنصل الجزائربفرنسا من جهة ومدير المركز الثقافي الجزائري بباريس ياسمينة خضرة من جهة أخرى. في محاضرة بعنوان ”وطار يعود هذا الأسبوع” نشطها أول أمس، اقتبس عنوانها من إحدى روايات الراحل ”الشهداء يعودون هذا الأسبوع”، عاد الكاتب والإعلامي بوعلام رمضاني إلى الوراء لاسترجاع ما جاءت به مجمل اللقاءات الحميمية ولحظات البوح التي جمعته بالروائي الراحل الطاهر وطار في باريس في فترة العلاج التي قضاها هناك والتي تجاوزت السنة ونقل مختلف الأحاديث التي دارت بينهما. ورغم أن المتحدث قد بادر في بداية مداخلته إلى صعوبة لملمة ذكرياته مع الراحل، إلا أنه أصرّ على العودة مجددا للحديث عن الموقف الذي تعرّض له عمي الطاهر من قبل ياسمينة خضرة الروائي، وهو من أصر على اتهامه بالتهجم عليه واتهامه بالتحيز لحزب فرنسا وذلك باعتباره جزائريا اختار الكتابة بالفرنسية على غرار بعض الأدباء الجزائريين في المهجر ممن تأمّلوا في ذلك مقروئية أكبر في أوروبا وإن كان ذلك من خلال تأكيد أطروحات استعمارية، وهذا حسب منطق الراحل، الذي يقول - على لسان بوعلام - تبعا لذلك أن خسارة أي بلد لكاتب مرتبط باللغة التي يكتب بها. إلا أنه في المقابل، قد أكد نقلا عن رمضاني أنه لم يكن يحمل أي خلاف أدبي أو إيديولوجي مع خضرة، يبرر موقف الأخير منه، إلى درجة إلغاء فكرة تكريمه في باريس كما وعد به من قبل. ورغم ما سبق، إلا أن المحاضر لم يفوّت فرصة الحديث عن الطاهر وطار الإنسان والمثقف، وعن بدايته الأدبية في مداعبة الشعر قبل أن يكتشف فشله في ذلك وعن تحوله بعدها إلى قراءة القصة والرواية لأكبر الأسماء العربية قبل أن يجد له مكانا بينهم ويصبح بعد عدد من الأعمال الأدبية والروائية التي ألّفها من أهم الكتّاب العرب، وهو ما منحه فرصة التوجه إلى النقد فكان يبدي رأيه باحترافية وموضوعية - حسبه - حول أهم الروايات التي لاقت رواجا كبيرا عند صدورها، إلا أنه كان يفضل الاطلاع عليها بعد الجميع ليكون رأيه موضوعيا فكان لا يهمه في ذلك مكانة صاحبها أو شهرته. كما تحدث عن وطار المناضل بقلمه وهو من كانت له هواية جمع المثقفين في بيته قناعة منه أن الثقافة وسيلة من وسائل النضال.