أزمة التموين بالماء الشروب في ولاية برج بوعريريج تفاقم حجمها في الأشهر الأخيرة بشكل كبير، بعد الأعطاب التي مست قنوات نقل المياه من سد عين زادة، الممون الرئيسي إلى ولاية البرج، حيث أصبحت تفقد يوميا ما يصل 9 آلاف متر مكعب من المياه تضيع هباء عن طريق التسربات حسب تأكيدات مصالح الري، إذ أشار المسؤول الأول في الولاية إلى ضرورة احتواء الوضع والتفكير في استغلال الكمية المعتبرة من الضياع. تعاني العديد من الأحياء والمناطق على مستوى ولاية برج بوعريريج من التذبذب في التموين بالمياه الصالحة للشرب، والذي تزيد حدّته من حين إلى آخر، إذ تقضي الكثير من العائلات البرايجية فترات متواصلة عنوانها الجفاف والعطش، ما يجعلها ترفع شكواها المتكررة للسلطات المعنية. وقد اضطرت الأسر التي لحقها الجفاف إلى الاستعانة بمياه الصهاريج في انتظار انفراج الأزمة، خاصة قاطنو الطوابق المرتفعة في العمارات، إلا أن هذه الأخيرة لم تعد حلا ناجعا، نظرا لما تخلفه وراءها من مشاكل صحية، حيث إن معظم هذه الصهاريج قديمة لا تصلح لنقل الماء الشروب، بغض النظر عن تكلفتها المدفوعة، في الوقت الذي تمضي فيه بعض البلديات الأسابيع المتوالية دون الحصول على قطرة من المياه، على غرار الأزمة التي لحقت قرى بلدية بن داود، التي أمضى قاطنوها خلال فصل الصيف المنصرم مدة شهرين من العطش، وكذلك الشأن في بلدية المهير خاصة وأن المنطقة فقيرة من حيث المياه الجوفية. وتتحدث السلطات الولائية عن مشروعين لتدعيم الولاية بهذا المورد الهام، ويتعلق الأمر بتحويل المياه من سد ”تيشي حاف” التابع لولاية بجاية لصالح البلديات الشمالية المقدر عددها ب 8 بلديات، في الوقت الذي ستستفيد البلديات الخمسة الغربية بالولاية من عملية جلب المياه من سد ”تيلسديت” التابع لولاية البويرة المجاورة.