نشط الشاعر الأردني محمود نوافلة، أمسية شعرية تداخلت فيها الكلمات وتنوعت بها المواضيع التي حاول من خلالها نوافلة أن يرسم رؤيته عن الحب والمرأة، والتأكيد على سيطرة الطفل بداخله، لتتعاظم كلماته للبوح بحنينه إلى الأم التي يفتقدها في غربته بماليزيا أوضح الشاعر محمود نوافلة، على هامش أول أمسية شعرية له بالجزائر لديوانه الموسوم ب”ارتحالات”، والتي كانت من تنظيم مؤسسة فنون وثقافة، أن طفولته التي يصر على الإرتباط بتفاصيلها القاسية في قصائده التي تلا عددا منها على الحاضرين، على غرار “ارتحالات”، “أمنية تشبه حضنا”، “أشق صدري” و”كنت أنت”، هي من منتحته القلم لكتابة الشعر ومكنته من الغوص في ذاته وذوات الآخرين. أما عن الأم التي كانت تقفز في كل مرة بين قوافي شعره فمرد ذلك إلى ارتباطه الكبير بأمه التي يفتقدها بسبب غربته منذ سنوات في ماليزيا، وهي العلاقة التي يعترف أنه لا يمكن الحديث عنها إلا شعرا، وهو ما يدفعه في كل مرة إلى إقحامها طوعا في عدد من قصائده. وبالعودة إلى الوضع الأدبي العام عربيا، أشار الشاعر إلى أن المشهد الأدبي الأردني مغيب عربيا بسبب تقصير من المثقفين الأردنيين أنفسهم، مضيفا أنه لا يمكن أن نحمل في كل مرة المسؤولية للجهات الرسمية، لأن الواقع يؤكد توفر مجال للنشر والتوزيع، وما ينقص هو اجتهاد الشعراء والأدباء الأردنيين للتعريف بأعمالهم عربيا ودوليا. وتبعا لما سبق، فقد كشف الشاعر نوافلة عن رغبته في الحصول على فرصة لطبع ديوانه “ارتحالات” في الجزائر، وهي المهمة التي يسعى إلى تحقيقها في فترة مكوثه بالعاصمة. كما اعترف نوافلة بوجود هوة ثقافية مترسبة بين المشرق و المغرب، وإن كان المشارقة أوفر حظا في التعريف بهم مغاربيا إلا أن أسماء قليلة من الشعراء من استطاعت التأكيد على وجودها خارج حدود بلدانها، خاصة بالنسبة للأسماء الجزائرية التي اشتركت في عدد من المسابقات العربية، على غرار شاعر المليون، أين استطاعت إثبات قدراتها.