أراد عبد العزيز بوشفيرات من خلال عمله الأخير ”العقد”، الذي قدمه في شكل تمثيلية مسرحية من أربع حلقات مطولة، تقديم فكر جديد بالنسبة للكتابة المسرحية في خطوة كان الهدف منها تقريب هذا الفن من التلاميذ والطلاب. يقول الكاتب بوشفيرات إن أصل هذه التمثيلية هو في واقع الأمر قصة قصيرة كانت بعنوان ”حكاية امرأة جميلة” ظهرت في التسعينيات ليعيد كتابتها في شكل تمثيلية أدّتها فرقة التمثيل التابعة للإذاعة الوطنية قبل أن يقرر دعم هاتين التجربتين بنقلها عبر الكلمة في كتابه الذي صدر مؤخرا عن دار الساحل للنشر والتوزيع. وقد جاء كتاب ”العقد” في 105 صفحة حاول عبرها الكاتب الخروج بعمله من القصة لينتقل بأحداثه وشخوصه إلى المسرح، حيث اعتمد في ذلك على الحوار البسيط الذي يرتبط بشخصيات العمل دون إلغاء أصله كنص أدبي في محاولة مبسطة من الكاتب في عمومها لإحداث نوع من التوازن بين نص كان في أصله أدبيا وبين التمثيلية المسرحية التي هو عليها حاليا. وتتمحور فصول العمل حول ”رتيبة” وهي طالبة جامعية قدمت من منطقة نائية إلى الجزائر العاصمة لإتمام دراستها كهدف مبدئي قبل أن يتبلور إلى رغبتها الكبيرة في توفير سكن لعائلتها للانضمام إليها في عالمها الجديد الذي وفر لها إمكانية التعرف على شخصيات كثيرة، هناك من قدمت لها يد المساعدة وهناك من حاول استغلالها إلا أنها نجحت في الأخير في الوقوف على عتبة طموحها بدخولها عالم الكتابة السينمائية وهو ما فتح لها الباب لدخول عالم المال والشهرة، وهو ما يمكن أن يستشفه القارئ من النهاية المفتوحة التي اختارها الكاتب للعمل.