أفادت، أمس، مصادر مطلعة بقسنطينة، أنه تم تقديم صبيحة أمس أربعة من رجال الشرطة، بينهم عميد أول، كان يضمن المناوبة الليلية يوم وقوع الحادثة أمام قاضي التحقيق لدى محكمة قسنطينة للاستماع إلى أقوالهم، وذلك في إطار التحقيقات بخصوص هذه الحادثة التي مازالت لم تكشف عن كل خيوطها بعد توقيف أربعة أعوان شرطة وإحالتهم على العدالة وكانت لجنة تحقيق يرأسها المدير المركزي للشرطة القضائية، عبد العزيز العفاني، قد حلت بقسنطينة في أعقاب هذه الحادثة، واستمعت إلى كل الأطراف، وفي مقدمتهم مسؤول المناوبة بالأمن المركزي وعدد من أعوان الأمن على مستوى الأمن الحضري الرابع بحي الدقسي والأمن المركزي، وهي التحقيقات التي أفضت إلى وضع أربعة من رجال الأمن تحت النظر يكونون قد قدموا أمس أمام العدالة. ومعلوم أن الضحية الذي يعمل في شحن الإسمنت على مستوى منطقة الرحالة بحامة بوزيان قد وجد في حالة سكر علني بالقرب من الأقواس الرومانية بقسنطينة، تم اقتياده إلى مقر الأمن المركزي، أين أقدم على الانتحار برباط حذائه، وهو الفعل الذي ورط أعوان الأمن ومسؤول المناوبة، خاصة وأن عائلة الضحية أكدت أن المدعو مراد توفوتي لا يعاني من أي اضطرابات نفسية ويكون قد تعرض لاعتداء من قبل مجهولين قبل نقله إلى مقر الأمن المركزي. يذكر أن جيران الضحية قاموا مساء أمس بقطع الطريق الرابط بين بلديتي حامة بوزيان وديدوش مراد بإحراق العجلات المطاطية ووضع متاريس وذلك تنديدا بما حدث للموقوف مطالبين بضرورة كشف كافة ملابسات الحادثة، وقد نزل رئيس دائرة حامة بوزيان ومسؤول الأمن الحضري لمحاورة المحتجين. ومن جهة أخرى أفادت الرابطة الجزائرية للدفاع عن حقوق الإنسان بأن أحد أفراد عائلة توفوتي كمال، الشاب المنتحر في مقر أمن ولاية قسنطينة ليلة الخميس المنصرم، شاهد آثار العنف على جسد الضحية في مصلحة حفظ الجثث، وذلك على مستوى الساق والخصر والأذن، إضافة إلى آثار رباط الحذاء على مستوى رقبته. واعتبرت الرابطة في بيان تسلمت “الفجر” نسخة منه، أن الحادثة خطيرة يجب تسليط الضوء عليها، بفتح تحقيق مستقل لاستجلاء ظروف وملابسات اعتقال ووفاة توفوتي كمال، لمعرفة ظروف اعتقاله من قبل رجال الأمن، والأسباب الحقيقية لوفاته ومن ثمة تحديد المسؤوليات. وكان الشاب كمال توفوتي وجد مشنوقا بغرفة الاحتجاز بمقر أمن ولاية قسنطينة، الخميس الماضي، بعد توقيفه من قبل رجال الأمن بالمكان المسمى “الأقواس الرومانية”، بالقرب من الجامعة المركزية لأسباب تبقى مجهولة. وإثر هذا الحادث أوفدت المديرية العامة للأمن الوطني لجنة للتحقيق في الحادث.