صدر مؤخرا عن دار “ألفا” دراسة بعنوان “ذكاء الشركات” للأستاذ والباحث في تكنولوجيا المعلومات يحيى بكلي، الذي أراد من خلاله مساعدة أصحاب الشركات في وضع يدهم على الرأسمال الحقيقي لمؤسساتهم الذي حدده في “الرأسمال الفكري والمعرفي”. وقد حاول الكاتب من خلال هذا العمل تبسيط مصطلح “إدارة المعرفة” خاصة وأنه لمس شكوى من بعض رجال الأعمال الذين تعامل معهم أو دربهم ممن وجدوا أن أغلب الكتب التي صدرت على كثرتها كانت موجهة لجمهور المتخصصين من رجال الحاسوب أو علوم المكتبات والتوثيق باستخدام أصحابها للغة ثقيلة في مفاهيمها جعلت من إدارة المعرفة تكنولوجيا من التكنولوجيات، وهو ما تسبّب حسبه في خلق قطيعة بين أصحاب الشركات وبين هذا المفهوم الذي بإمكانه أن يفتح لهم آفاقا جديدة. لذا وجد بكلي في عمله “ذكاء الشركات” أنه من الضروري تبسيط هذه المفاهيم وتقديمها بلغة مفهومة أكثر، مع التركيز على تقديم الأدوات ذات الطابع الاستراتيجي والمنهجي على حساب الأدوات ذات الطابع الحاسوبي، لقناعته بأن مشكلة الشركات في العالم العربي تكمن في استراتيجية ومنهجية العمل وفي جانبها الإنساني وليس في البرمجيات. وقد ركّز الكاتب في الفصل الأول على معنى الرأسمال الفكري للشركات الذي يعتمد على المهارات والخبرات الفردية والجماعية في الشركة وكيفية الاستفادة منها وتطويرها، لينتقل في الفصل الثاني إلى مبررات وفوائد إدارة الرأسمال المعرفي التي لخّصها المؤلف في عدد من المزايا من بينها تعميم الامتياز على سائر أقسام المؤسسة، القدرة على اتخاذ أحسن القرارات والتحكم في النفقات وتأمين مداخيل إضافية. أما الفصل الثالث فقد تطرّق فيه إلى مفهوم التعلم الجماعي ومجموعات الممارسة العرفية من خلال الاستفادة من ذكاء الأفراد بالشركة وتوفير أجواء من الاقتسام تمكّنهم من التعلم من بعضهم البعض. ليعرج في الفصل الرابع على إعطاء أهم أدوات الرأسمال المعرفي ويختم كتابه بتقديم واجبات عملية بسيطة لمن يريد أن يبدأ.