أوضحت الإعلامية سامية بلقاضي، أنها حاولت من خلال كتابها ”رأيت غزة” التركيز أكثر على الجانب الإنساني فابتعدت بذلك عن كل الأغراض الصحفية وإن كانت قد اعتمدت على إعادة لملمة عدد من الروبوتاجات التي كانت قد صاغتها لدى زيارتها إلى غزة وقد أرادت بلقاضي من خلال هذا العمل إعطاء صورة أوضح عن الفلسطينيين وتقديم تفاصيل عن حياة الغزاويين بالذات، وذلك بنقل أحلام وآمال بعضهم ممن جمعتها بهم لحظات حميمية بداية من معبر رفح الحدودي الذي شهد لقاءها بأغلب العائلات الفلسطينية التي توافدت إليه مع قرار السلطات المصرية بمنح تصريح مدته 3 أيام يسمح للفلسطينيين بالدخول إلى غزة عبر المعبر لرؤية أهلهم هناك بعد فراق سنوات بسبب الحصار. وقد أكدت الإعلامية أن لجوءها إلى الحديث عن تفاصيل حياة بعض الأشخاص بأسمائهم كانت لقناعتها من أن معاناة الفلسطينيين أكبر من اختصارها في أي أسلوب صحفي، وهو ما دفعها إلى الرجوع إلى أغلب التفاصيل التي عايشتها في هذه الرحلة، فاستطاعت بذلك تجديد الروح لكتاباتها السابقة من خلال إعطاء رؤية لكتابها في قالب آخر من خلال تطعيم الأحداث بمختلف الشخصيات التي التقتها بداية من معبر رفح. وقالت المتحدثة لدى تقديمها قراءة عن كتابها ”رأيت غزة” بمقر الجاحظية، إنها أيقنت أن نقل معاناة الفلسطينيين تبدأ من نقل تفاصيل بسيطة عن أشخاص بعينهم وبالحديث عن أحلامهم وآمالهم وحتى مخاوف بعضهم من العودة إلى غزة كما يصورها الإعلام الغربي، فتحدثت عن السيدة العجوز التي رافقت أحفادها لزيارة الأهل قبل أن تتفاجأ بصعوبة مهمة مرافقة أحفادها لها لأنهم يحملون الجنسية المصرية، وعن رائد ولبنى وغيرهم ممن وجدوا في المعبر أهلهم ممن جاءوا من مختلف بقاع الأرض قبل الدخول سوية لزيارة الأهل داخل القطاع. وفي الأخير، تؤكد بلقاضي أن الإعلام اكتفى بنقل العموميات عن المعاناة الفلسطينية في الوقت الذي يستوجب فيه التركيز على التفاصيل لتأكيد ما يحدث في غزة من انتهاكات.