شهدت ساحة أول ماي بالعاصمة، صباح أمس، تعزيزات أمنية مشددة وغير مسبوقة من طرف قوات الأمن تحسبا لمسيرة الأرسيدي، حيث عززت قوات مكافحة الشغب تواجدها بساحة أول ماي مستعملة العربات المدرعة وشاحنات خراطيم المياه الساخنة، كما تم تطويق كل الطرق باتجاه ساحة أول ماي ومحيطها، وكذا المداخل والمخارج المؤدية إليها تواجد قوات الأمن التي كانت بالزي الرسمي والمدني تواصل على طول شارع حسيبة بن بوعلي، حيث كان من المفروض أن تنطلق مسيرة الأرسيدي، مرورا بساحة موريتانيا إلى غاية ساحة البريد المركزي، حيث تم إغلاق الطرق المحاذية لمبنى المجلس الشعبي الوطني بالكامل، وفي الاتجاهين عبر شارع زيغود يوسف المقابل للبحر، وفي الجهة الخلفية عبر شارع عبان رمضان، وذلك خشية وصول المتظاهرين إلى محيط الغرفة السفلى للبرلمان، حيث تم منع المارة وكذلك السيارات من المرور عبر كافة الشوارع المحاذية لمبنى المجلس الشعبي الوطني. وقد حاولت قوات الأمن منذ ساعات الصباح لتواجدها السيطرة على الوضع منذ اللحظات الأولى والحيلولة دون تجمهر المارة، الذين كانوا جميعهم من الفضوليين الراغبين في معرفة ورؤية ما يحدث، حيث كان أعوان الأمن يطالبون المارة ضرورة التحرك في أي اتجاه وعدم الوقوف، بعد أن عمد المارة في كل مرة إلى السؤال عن الذي حدث، وهل هي فعلا مسيرة الأرسيدي، لكن وأثناء تواجد “الفجر” لم نر أي استقطاب للمارة نحو المسيرة أو انضمام للمواطنين، عدا سيطرة الفضول على أغلبهم. وقد لوحظ قلة المارة من الراجلين والسيارات على طول شارع حسيبة بن بوعلي وصولا إلى ساحة أول ماي، كما سارع أصحاب المحلات والتجار إلى إغلاق محلاتهم مباشرة بعد تعزيز قوات الأمن لتواجدها واصطفاف المارة على الأرصفة بدافع الفضول، وذلك خشية تعرض ممتلكاتهم للتكسير والنهب، خاصة وأن العديد من المراهقين من مثيري الشغب ومتحيني الفرص كانوا يترصدون عن قرب تطور الأحداث.