تعرف مدرسة تكوين الشبه الطبي ببلدية الشطية، شمال عاصمة الولاية بالشلف، عجزا كبيرا في المقاعد البيداغوجية والإيواء، بالنظر إلى عدد المتربصين الملتحقين بهذه المدرسة المتخصصة ذات الطابع الجهوي، والتي تستقبل طلبة متربصين من 06 ولايات. وأضحت هذه المدرسة الوحيدة بالولاية تشهد اكتظاظا كبيرا سواء في المقاعد البيداغوجية أو في الإيواء، بالنظر إلى الأعداد الكبيرة من المتربصين الملتحقين بها، كونها توفر تكوينا متخصصا حتى بالنسبة لطلبة الولايات المجاورة، كغليزان، عين الدفلى، تسميسلت، الجلفة ومستغانم، حيث يصل مجموع الولايات المستفيدة من تكوين هذه المدرسة إلى 10 ولايات، وهو ما لا تتحمله طاقة المدرسة التي تتوفر حاليا على 120 مقعد بيداغوجي وبطاقة استيعاب 200 سرير، في ظل تواجد أكثر من 500 طالب متربص مقيم، وهو ما يفوق قدرة المدرسة التي توفر تكوينا متخصصا للقابلات، رعاية المواليد والتمريض العام، فضلا عن تكوين مساعدي التمريض.. وهي تخصصات يكثر عليها الطلب في المؤسسات الصحية الجوارية والمؤسسات الاستشفائية بالولاية، بالنظر إلى عدد الهياكل الصحية التي جاءت بها الخارطة الصحية، والتي تم بموجبها إنشاء العديد من الهياكل الصحية بمختلف قرى ومداشر الولاية، معظمها مغلقة أو غير مستغلة لعدم وجود الطاقم الطبي وشبه الطبي الكافي لتسييرها، ما دفع مديرية الصحة مؤخرا إلى فتح باب الترشح للالتحاق بالمدرسة لأكثر من 120 متربص للاستفادة من تكوين في تخصصات شبه الطبي لتأطير هذه المراكز الصحية بعد تكوين متخصص لمدة ثلاث سنوات. ومن المرتقب أن يخفف الضغط قريبا على هذه المدرسة بعد تسجيل برامج مهمة ضمن البرنامج الخماسي 2010-2014، بغلاف مالي يقدر ب 2.80 مليار دينار يتضمن إنجاز مدرسة للتكوين شبه الطبي تتسع ل 150 مقعد، ستكون عملية في غضون عامين، فضلا عن إنجاز 10 عيادات متعددة الخدمات لتغطية العجز المسجل في التغطية الصحية بالولاية التي تبقى دون تطلعات سكان الولاية، خصوصا بالنسبة للمناطق الريفية والنائية. جدير بالذكر أن 22 قاعة علاج ظلت مغلقة خلال العشرية السوداء جراء الوضعية الأمنية المتدهورة آنذاك، بالإضافة إلى هجرة معظم السكان لمناطقهم خوفا على أرواحهم، وقد قررت الوصاية إعادة فتحها.