لا يتذكّر المواطنون التبرع بالدم إلا في حال حاجة شخص عزيز عليهم لكيس دم، ومن هنا تبدأ رحلة بحثهم عن المتبرع المناسب والذي توافق فصيلة دمه فصيلة دم المريض. هذا هو الواقع الذي يعيشه الجزائري” هكذا يقول غربي قدور “رئيس الاتحادية الجزائرية للتبرع بالدم، في بداية حديثه معنا، مشيرا إلى أن ثقافة التبرع التطوعي خارج الإطار العائلي تكاد تكون منعدمة، ولن تتجسد إلا بإخراج مكاتب حقن الدم من المستشفيات، وتزويدها بالوسائل والإمكانيات اللازمة. بداية، هلا تفضلتم سيدي باعطائنا تعريف للاتحادية الوطنية للتبرع بالدم للقراء؟ الاتحادية هيئة غير حكومية، تطوعية تعمل بإمكانيات متواضعة، من أجل تحسيس وتوعية المواطنين بضرورة التبرع بالدم وإنقاذ المرضى. وتعمل الاتحادية بالتنسيق مع الوكالة الوطنية للدم ولا تتلقى سوى منحة رمزية من وزارة الصحة، لا تكفي حتى لتسديد فاتورة الهاتف والكهرباء. هل يؤثر هذا على نشاطكم بشكل كبير؟ طبعا، فبسبب نقص الميزانية لم نستطع تمثيل الجزائر في العديد من المؤتمرات المغاربية والإفريقية. لكن على الرغم من ذلك، فإننا لا نتوقف عن العمل على مستوى الوطن. ماذا عن نشاطاتكم؟ احتفلنا مؤخرا باليوم المغاربي للتبرع بالدم، ونظّمنا حملة للتبرع بالدم بالتنسيق مع سلك الأمن نهاية الشهر الفارط، اخترنا يوم 16 أفريل كيوم تحسيسي للتقرب من المواطنين وتشجيعهم على التبرع. وبرنامجنا لن يتوقف عند هذا اليوم، فبعد أيام سننظم ملتقى بسيدي فرج فيه يضم لجان أطباء حقن الدم من كامل التراب الوطني، كما سننظم سباق نصف ماراطون مغاربي في ولاية البويرة بمشاركة 800 جزائري وأجنبي، وكل هذه النشاطات تصب في هدف واحد هو توعية المواطنين بفائدة التبرع بالدم. فيمَ يستعمل الدم المتبرع به؟ الدم الكلي يستخدم في العمليات الجراحية التي تتطلّب ما قدره كيس إلى خمسة أكياس كأقل تقدير، حيث تتطلّب عملية القلب المفتوح من من 18 إلى 25 كيس دم. وفي حالات النزيف الحاد الناتج عن حوادث المرور أو حوادث العمل تتطلّب تزويد المصاب بكيس إلى عشرة أكياس، أما في حال استبدال الدم فيتطلب 45 كيسا بالنسبة للشخص البالغ. ماهو عدد المستفيدين من كيس الدم الواحد؟ يستفيد من كيس الدم من شخص إلى ثلاثة أشخاص، وذلك بعد فصل مكونات الدم وتقسيمها إلى أجزاء منها البلازما وصفائح دموية وغيرها، وكل مريض يزود بالجزء الذي يحتاج إليه. حدثنا عن استخدامات أجزاء الدم المفصولة؟ تستخدم الكريات الدموية الحمراء والبلازما لعلاج الحروق، حيث إن علاج حرق يلزم لترين من البلازما أي ما يعادل من عشرة إلى عشرين كيس دم. أما “الهيموغلوبين” فيستعمل في الوقاية من الأمراض الانتانية للأطفال كالحصبة والسعال الديكي والسكارلتين ومرض الريبول عند المرأة الحامل وكذلك الوقاية من التشوهات عند المولود، ويستلزم لتر من البلازما للحصول على ثماني أنابيب من الهيموغلوبين المركز “16 بالمئة”. بالإضافة إلى الأجزاء المخثرة للدم التي يمكنها معالجة حوادث النزيف عند المصابين بالهيموفيليا “ب”، كما يمكنها محاربة النزيف عند المصابين بمرض الكبد ومعالجة حوادث النزيف الناجمة عن الأدوية المضادة للتخثر، وفيما يتعلق ب “الفيبرينوجان” الذي لا ينتج تخثر للدم بدونه وللحصول على ستة غرامات منه لا بد من 6 لتر من البلازما. ما مدة صلاحية كيس الدم؟ يعيش كيس الدم لمدة 30 يوما في شروط الحفظ والتخزين اللازمة، أما الأجزاء الأخرى فهي أقل مقاومة، فالبلازما تعيش من 3 إلى 5 أيام. ولهذا أنصح المواطنين بعدم التحمس والإقبال على التبرع في يوم واحد وفي مناسبة محددة، لأن ذلك يُحدث فائضا في بنوك الدم ليتبعه النقص بعد مدة وجيزة، لذا فالتبرع لا بد أن يكون دوريا ما دام الرجال يمكنهم أن يتبرعوا بدمهم أربع مرات في السنة مقابل 3 مرات بالنسبة للنساء. هل من مشاريع مستقبلية؟ نعمل على إخراج مراكز التبرع بالدم من المستشفيات وذلك لتنظيم العملية أكثر وجلب المتبرعين وكسب متبرعين دائمين، وقد انطلقت الوكالة في العملية، حيث تم إخراج مركزين في كل من ولايتي سطيف وبلعباس. أليس من الأفضل وجود هذه المراكز في المستشفيات؟ على العكس، فالمتبرع عندما يدخل للمستشفى ولا يجد الاستقبال الحار لن يعود مرة أخرى، كما أن الكثير من الناس لا يحبون جو المستشفيات والفوضى السائدة فيها.