وعقبة على أن ليبيين يقيمون في فنادق خمس نجوم خارج ليبيا، ويطلقون منها التصريحات باسم ثوار ليبيا الذين يقاتلون على الأرض، في مصراته مثلا وفي مدن و بلدات تقع غرب طرابلس، ولكن الكاتب يعرف أن هؤلاء المقاتلين يواجهون كتائب العقيد بشجاعة كبيرة، والدليل على ذلك صمودهم في أكثر من موقع. وأنا بدوري أعترف بأنني لست على بينة من الوضع في ليبيا، ولا شك أنه أعلم مني بخصائصه وحقائقه. لذا أرجو أن يتسع صدره لمحاولة فهم ما جاء في زاويته هذا اليوم: - ما قوله في استخدام العقيد للطيران والدبابات ضد المدن الليبية التي يتمرد سكانها على سلطته، واستطرادا في حاكم بأمره، يمارس السلطة منذ 40 سنة، وينصب أولاده وزراء له وقادة لكتائبه؟ - ما قوله في المأزق، السياسي والاجتماعي والثقافي بوجه عام، الذي وقعت فيه بلاد كمثل ليبيا، من المسؤول وهل توجد إمكانية للخروج منه، غير الطريقة التي يلجأ إليها "الحراڤة". - من المحتمل أن ثوار "الفنادق" أجروا اتصالات مع دول غربية، أو أنهم تحركوا بإيعاز من بعض هذه الدول، مما أعطاهم الفرصة لاستغلال الضائقة التي يعاني منها الليبيون، فوظفوا علاقاتهم باسم منع مجازر أعلن العقيد عن عزمه على ارتكابها للإتيان بالقوات الغربية، لغاية في نفوسهم، طبعا، والكاتب سمع مثلما سمعنا أن قوات الناتو قصفت المقاتلين الليبيين في البريقة، أكثر من مرة، وكأنها تريد للقتال أن يستمر حتى تنضج الظروف لتمرير حل يلائم مصالحها. ولكن أين الخطأ في كل هذا، من المسؤول، العقيد أم ثوار الفنادق، أم ثوار الميدان؟ - وبناء على ما تقدم فإن القول بأن الجزائر قد ترسل "الصحاح" إلى ليبيا لتأديب الثوار، فيه شيء من التجني والمبالغة والظلم والغلط في اختيار الهدف أيضا. وهنا أرجو ألا يؤاخذني السيد بوعقبة، وأنا من قرائه لأنه يتطرق غالبا إلى مواضيع تهم الذين يحبون الجزائريين والليبيين وجميع الناس الطيبين ويبغضون المستعمرين، إذا قلت له إنني أجد أسلوبه في تناول المسألة الليبية صادما إلى أبعد الحدود، لأنه يرتجع الأسلوب الكيدي الذي استخدم أثناء "حرب كرة القدم" بعد موقعة الخرطوم، آنذاك كانت الكلمات تثير الهزؤ والقرف، أما الآن فإنها تدمي القلب وتحز في النفس. عماد سالم درويش ملاحظة: إزاحة القذافي من الحكم أو بقائه فيه شأن ليبي خالص.. وفتح الباب لتدخل الغرب في شؤون العرب كما تفعل قطر الآن يفتح الباب لما لا تحمد عقباه.. وهل حاكم قطر الآن أكثر ديمقراطية في حكم إمارته من القذافي؟! ولا تنس أن شعب ليبيا هو الذي أيد القذافي في الإطاحة بالملك السنوسي قبل 40 سنة.. وأن شعب ليبيا بقي طوال هذه المدة يصفق للقذافي! كل الدول العربية ليس فيها انتخابات حقيقية باستثناء لبنان.. وإذا كانت الديمقراطية هي المبرر للتدخل فأمير قطر آخر من يمكن أن يقوم بهذا الأمر! أما استخدامي للكلمات الدامية.. فالواقع أكثر دموية من التعبير عنه بالكلمات مهما كانت دامية؟! نعم الثوار لا يلعبون كرة القدم.. لكن الحلف الأطلسي وأمير قطر يلعب برؤوسهم كرة قدم في السياسة والحرب؟!