أكدت وزارة الخارجية الفرنسية، أمس، على تشجيعها وشركائها لتعزيز قدرات دول الساحل من أجل ضمان الأمن والاستقرار في المنطقة، وذلك بالنظر إلى المعطيات الجديدة على الصعيد الأمني، فيما اعتبر مسؤول أمني فرنسي أن تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي يشكل التهديد الرئيسي لفرنسا، التي تعد ثاني أهداف التنظيم الإرهابي بعد الولاياتالمتحدةالأمريكية عدد عناصر تنظيم القاعدة في المغرب الإسلامي ارتفع في سنتين من 150 إلى 400 عنصر تفادت نائب الناطق الرسمي للكيدورسي، كريستين فاجيس، أول أمس، في الندوة الصحفية الإلكترونية للخارجية الفرنسية، الكشف عن أنواع المساعدات التي تضمنها باريس لدول الساحل في مواجهة تهديد تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي، في وقت يحذر فيه الخبراء والمسؤولون من خطر ارتفاع درجة التهديد الإرهابي بعد الانفلات الأمني في ليبيا، وتعزيز قدرات الجماعات الإرهابية التي تكون قد حصلت على أسلحة من مخازن النظام الليبي. وأكدت كريستين فاجيس أن وزارة الخارجية الفرنسية تلتزم بتحديث تحذيراتها لرعاياها، خاصة في الظروف الراهنة، والعامل في ذلك، ما يحدث في ليبيا وبعده مقتل زعيم القاعدة أسامة بن لادن، حيث يرجح الخبراء تحضير التنظيم لعمليات انتقامية. من جهة أخرى، أكد رئيس المديرية المركزية للاستعلامات الداخلية الفرنسية، بيرنار سكارسيني، أن فقدان زعيم سيخلق مجموعات منفردة، ويعزز من رد الجماعات، وأشار في حوار لصحيفة “لوموند” إلى تطور قدرات فروع تنظيم القاعدة خاصة في اليمن، غير أنه شدد على أن التهديد الرئيسي لفرنسا هو تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي، حيث توجد فرنسا في مقدمة الدول المهددة، واستدل بيرنار سكارسيني، بعدد من المعطيات كالقرب الجغرافي والتاريخ الاستعماري، وكذا العلاقات العائلية بين أشخاص من فرنسا وآخرين من دول المغرب العربي أو الساحل. وأشار الخبير الفرنسي إلى التطور النوعي لنشاط تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي، وعاد للتذكير بمحاولة تفجير السفارة الفرنسية بموريتانيا والتي استعملت فيها 1.7 طن من المتفجرات، واعتبر أن التنظيم ضاعف من نشاطاته منذ إعلان ولائه لتنظيم القاعدة وتحوله من الجماعة السلفية للدعوة والقتال إلى تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي، وتحدث عن ارتفاع عدد عناصر التنظيم في غضون سنتين من 150 إلى 400 عنصر، وحلقة لوجيستية تتراوح قدرتها بين 150 و200 عنصر. وحسب توضيحات المسؤول الأمني الفرنسي، فإن باريس لا تتخوف من تهديد تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي، ولكنها تتوجس أيضا وأوروبا معها من الخطر الذي يشكله 20 فرنسيا التحقوا بمعسكرات التدريب في أفغانستان، مؤكدا على أن السلطات الفرنسية تعمل على أن لا يعود هؤلاء المشبعون بالفكر “الجهادي” إلى فرنسا، ونفى وجود فرنسيين في صفوف تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي، كونه يعتمد على دمج عناصر محلية، وقال إن الخطر الذي يحدق بفرنسا أيضا، يتمثل في تطرف الأشخاص الذين يعيشون في فرنسا. وأكد بيرنار سكارسيني أنه بعد مقتل بن لادن لم يظهر تهديد خاص لفرنسا، ولكنه شدد على ضرورة الأخذ بزمام المبادرة واستباق الأمور، داعيا إلى تعزيز الإجراءات الأمنية على المصالح الفرنسية في الخارج، منها السفارات والمواقع الفرنسية ومحطات توقف الرحلات الفرنسية في إفريقيا وغيرها من الإجراءات لتفادي كل تهديد، معتبرا أن مقتل بن لادن من شأنه أن يؤدي إلى خفض التهديد أو تعبئة الجماعات الإرهابية أو الرغبة في الانتقام. أما عن تبعات ما يحدث في ليبيا على الوضع الأمني، فقد نفى المسؤول الفرنسي وجود أدلة على عودة إرهابيين ليبيين إلى بلدهم بعد اندلاع النزاع المسلح، وأشار إلى “تحرر” سوق السلاح وسعي تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي للحصول على أسلحة متطورة منها صواريخ.