رغم أن قرية تيركونت تقع بمحاذاة الطريق الوطني رقم 06 وتبعد عن بلدية العين الصفراء ب 07 كلم فقط، إلا أن موقعها لم يشفع لها للخروج من عزلتها، حيث أصبحت تتصدر لامبالاة المسؤولين المحليين، ما جعلهم يحرمون من البرامج التنموية وبرامج التنمية الريفية، على حد تعبير سكانها وتبدو للمتجول في أزقة قرية تيركونت وكأنها استقلت بالأمس القريب، حيث لايزال طلاء بعض البيوت يعبر عن الحقبة الإستعمارية، ولم يتغير حال القرية رغم الرسائل الكثيرة التي وجهها السكان للسلطات الولائية في أكثر من مناسبة، مطالبين إياهم بالالتفات إلى انشغالاتهم وتخصيص نصيب لقريتهم في مجال التنمية. وطافت “الفجر” في أزقة القرية التي تفتقد إلى التزفيت، فهي عبارة عن مسالك ترابية وبعض طرقها مهترأة وبالأخص بالقرية القديمة، ما جعل ركام الرمل يقطع بعض المسالك، الأمر الذي دفع بأصحاب المركبات إلى ابتداع طرق جديدة، خاصة بعد سقوط الأمطار. وألح السكان، لدى حديثهم ل”الفجر”، على المطالبة بالغاز الطبيعي، كون الأنبوب الرئيسي المتوجه إلى بلدية العين الصفراء، لا تفصله عن قريتهم سوى مسافة 500 م فقط، حيث تلقوا وعودا بالاستفادة من تلك الطاقة كان أخرها السنة المنصرمة، لكن لم يتحقق الحلم بعد، ما جعلهم يعمدون إلى اقتناء قارورات غاز البوتان، الذي لايزال يؤرقهم أمر الحصول عليه، وأن تم ذلك بتكلفة غالية. ويظن السكان أن قريتهم لا تعنيها برامج التنمية الريفية مقارنة بباقي قرى الولاية، ويتساءلوا في نفس الوقت إن كانوا معنيين به أم لا؟ وأين حصتهم منه. وتابع المعنيون طرح انشغالاتهم وصب جام غضبهم على المسؤولين المحليين الذي يظهرون، حسبهم، في مواسم الانتخابات فقط، حيث لم يتوقف تهميشهم للقرية عند هذا الحد، بل جعلهم يحولون بعض المشاريع التي كانت مبرمجة للقرية كمستشفى المجانيين الذي حول إلى حي”الحمار” بالعين الصفراء، وحصة 100 مسكن، والتي بدورها حولت إلى وجهة أخرى، بحجة عدم ملائمة الأرض للبناء، وهي حجة واهية هدفها حرمان المنطقة على حد قول السكان. وتظل المتوسطة والمركز الثقافي من بين المشاريع الوهمية التي وعدوا بها منذ سنة 2005 عند زيارة الوالي السابق لمنطقتهم، لكن إلى غاية اليوم لم يتم تجسيدها، مع العلم أن القرية تتوسط العديد من القرى المجاورة. ويعترف الكثير من السكان أن منطقتهم استفادت من حصة 100 سكن ريفي، لكن تبقى الإنارة الكهربائية تقتصر على عمودين فقط، إضافة إلى أن هذا المشروع تم إنجازه دون أرصفة لا يعلمون حتى الجهة المشرفة عليها، إلى جانب غياب قنوات الصرف الصحي لهذه الحصة السكنية السالفة الذكر، رغم أنه يبعد عنها ب 50 م فقط. وفي انتظار أن يلتفت المعنيون لهؤلاء السكان الذين ضاقت بهم السبل، يأمل الكثير منهم أن تستفيد قريتهم من مختلف البرامج التنموية.