انتقد الأمين العام لحزب جبهة التحرير الوطني، أمس، أداء أحزاب المعارضة التي وصفها ب “الضعيفة والفاقدة للبديل”، مبرزا أن احتجاجات جانفي الأخير مطلبية، كما نفى أن يكون الصراع داخل حزبه أزمة وقال إن “الأفالان ليس ثكنة”، داعيا إلى تحسين أدوات الحكم في الإصلاحات السياسية والتشريعية المرتقبة الاختلاف في الأفالان ظاهرة صحية والحزب ليس ثكنة في تصريحات مشفرة، انتقد عبد العزيز بلخادم، على هامش اليوم الدراسي حول التأثيرات الجيواستراتيجية الجديدة على الأنظمة العربية، الذي نظمه مركز الدراسات والتحليل والاستشراف للأفالان، أداء الأحزاب والطبقة السياسية المعارضة، ووصفها ب “الضعيفة التي تنتقد الإصلاحات والمشاريع دون أن تقدم البديل”، وجدد رفضه لفكرة إنشاء المجلس التأسيسي، وقال إنه “لدينا تجربة مع المجلس التأسيسي في 1963، والأصوات التي تنادي به تعرف هذا التاريخ”، وحاول بلخادم نفي صفة حزب السلطة وصناع القرار، حين أوضح أن “الأفالان ينتقي أفكاره من الوسط الاجتماعي القاعدي ثم يبلورها على مستوى الهياكل”. وعاد الامين العام للافالان إلى أحداث الشغب وموجة العنف التي عرفتها البلاد في جانفي الأخير، حيث أورد أن “احتجاجات جانفي مطلبية ولابد من الاستجابة لها حتى لا تكون لها تداعيات على الساحة السياسية”، وأشار إلى أن الجزائر لا تعيش أزمة كما يروج لها البعض، وإنما أزمة حكامة، تستدعي تحسين أدوات الحكم من خلال الإصلاحات، مضيفا “نحن بحاجة إلى مزيد من الشفافية في توزيع السكنات ومنح مناصب الشغل”، مؤكدا أن “الإصلاحات ليست وليدة اليوم حتى يمليها علينا الغير بل بدأت سنة 1988، لكن عرفنا معها المآسي والإرهاب وضغوطات صندوق النقد الدولي”، وخلص إلى القول أن “الجزائر غير معنية بالثورات كما يترقب له البعض لأنها ليست بلدا ديكتاتورية”. تطرق بلخادم إلى ملف الصراعات والخلافات داخل بيت الافالان وقال إن الاختلاف والخلافات في جبهة التحرير ظاهرة صحية، لا تنقص من قوة وعزيمة الحزب، مضيفا أنها “ليست وليدة اليوم، بل تعود إلى مؤتمر 1964 الذي هندس لانقلاب 19 جوان 1965”، وأضاف أن “الأفالان ليس ثكنة، بل حزب يضمن حرية الاختلاف في حدود القانون الأساسي”، مبرزا أن “الصراع الفكري مقبول، لكن صراع المواقف مرفوض، لأنه يعمل على إضعاف الحزب”. وأثار المتحدث مسألة تجريم الاستعمار الفرنسي، وأوضح “نحن متمسكون بمطلب التجريم والاعتذار، لأن الجرائم الفرنسية الوحشية بحذ ذاتها جريمة”. لا فائدة من الترشح للجامعة العربية ومن لم يبن داره كيف يبني دار الغير؟! ولدى تطرقه إلى انتخابات الأمانة العامة للجامعة العربية المقررة اليوم، وموقع الجزائر منها، قال عبد العزيز بلخادم، إنه “لا فائدة من الترشح اليوم للجامعة العربية”، ومبرره في ذلك أن “قرارات القادة العرب ليست قراراتهم، بل مستوردة”، داعيا إلى إصلاحات عميقة بالجامعة بدءا بالميثاق، وانتقد ضمنيا محاولات المغرب الانضمام إلى مجلس التعاون الخليجي، وقال “من لم يبن داره كيف له أن يبني دار الغير؟!”. لا ندعم أي طرف في ليبيا ويجب أن يترك الحسم لليبيين وليس للأيادي الأجنبية كما تناول عبد العزيز بلخادم الأزمة الليبية، حيث جدد موقف الجزائر الذي وصفه ب”المتزن”، وهو الموقف الذي لا يدعم أي خندق على حساب آخر، وتابع “ لكن يجب أن يترك الحسم في مصير ليبيا لليبيين أنفسهم، وليس للأيادي الأجنبية”، وأضاف أن الجزائر ترفض رفضا قاطعا تجزئة ليبيا، وضد أي تدخل أجنبي أو إقامة قواعد عسكرية.