استغلت رئيسة الجبهة الوطنية، ماري لوبان، صراعها الانتخابي مع الحزب الحاكم في فرنسا، حول ملف مزدوجي الجنسية، تحسبا لرئاسيات 2012، لتقحم نفسها في الشأن الداخلي الجزائري، بانتقادها للحريات في الجزائر، بوضعها في مرتبة أقل من الحريات في ثلاث أهم بلدان عربية هزتها رياح الانتفاضات الشعبية، وهي تونس، مصر وليبيا. وخيرت لوبان الجزائريين في فرنسا بين التخلي عن جنسيتهم أو الاحتفاظ بالجنسية الفرنسية، في سياق مطالبتها لكل الرعايا المقيمين بفرنسا الاختيار بين الجنسية الفرنسية أو جنسية بلدانهم الأصلية. وراسلت رئيسة الجبهة الوطنية “ماري لوبان” نواب البرلمان الفرنسي، البالغ عددهم 577 تطالبهم بإلغاء منح الجنسية الفرنسية المزدوجة، لأنها ترى أن المواطنين مزدوجي الجنسية، باتوا يشكلون خطرا على وحدة الجمهورية الفرنسية. وقالت المسؤولة الحزبية الفرنسية، إن الجنسية الفرنسية المزدوجة تمس بالتماسك الجمهوري لفرنسا، وحجتها في ذلك أن تعدد الانتماءات إلى بلدان أخرى “بات يشكل قلقا متزايدا، لما يشكله من إضعاف لمواطنيها في قبول مصير مشترك، ويتسبب في تقويض أسس عمل الدولة”، حسب ما تضمنته الرسالة التي وجهتها للنواب الفرنسيين، وحصلت على نسخة منها صحفية “فرانس سوار” ووكالة الأنباء الفرنسية. وأضافت ماري لوبان، رئيسة الجبهة الوطنية الفرنسية، في مراسلتها، أن “انفجار عدد الرعايا مزدوجي الجنسية، يطرح اليوم مشاكل، والفرنسيون يزدادون وعيا بأن المشرع الفرنسي لا يمكن أن يتجاهل هذا الأمر”، وتابعت متسائلة “هل يمكننا بكل واقعية التفكير بأن فرنسا كانت ستطلب تدخلا في ليبيا، إذا كان لدينا نفس عدد مزدوجي الجنسية الفرنسية الليبية، على التراب الفرنسي؟”. وواصلت “لوبان” تساؤلاتها لإقناع النواب بإلغاء ازدواجية الجنسية، بالحديث عن الجزائر كمثال حي يقتدى به في هذا الملف، مسقطة تساؤلها حول ليبيا على الجزائر، فكتبت في مراسلتها: “كيف لا يمكن أن نجد الوضع “متفجرا” في حالة تدخل فرنسا في التراب الجزائري، تحت رعاية حلف الناتو، مع وجود عدد هائل من المواطنين ذوي انتماء مزدوج جزائري فرنسي؟ رغم كل ذلك فالوضع الدولي غير مستقر، ليكون هدا السيناريو غير مناف للعقل”. واستدلت لوبان في رسالتها بالجزائر، لتقنع نواب البرلمان الفرنسي بإلغاء ازدواجية الجنسية في بلادها، وذهبت إلى حد التدخل في الشأن الجزائري، بتقييمها لوضع الحريات الذي اعتبرته لا يساوي ما كانت تتمتع به تونس من قبل، ومصر وليبيا، مذكرة بسقوط 100 ألف قتيل في عشرية الإرهاب. وخيرت زعيمة الجبهة الوطنية الفرنسية، مزدوجي الجنسية الفرنسية المقيمين في بلادها، بين الولاء لفرنسا أو لبلدانهم الأصلية، حسبما جاء في نص الرسالة التالي “إنه من مصلحة فرنسا ودول أخرى، وإنه من الضروري، تبني إجراء متشابه جمهوري بوضع حد لازدواجية الجنسية، ومطالبة كل مواطن يوجد في هذه الحالة بالاختيار بين انتمائه لفرنسا أو لدولة أخرى”.