أطلق الجيش الإسرائيلي النار الأحد على مئات من المتظاهرين حاولوا عبور الحدود مع إسرائيل في هضبة الجولان السورية المحتلة إحياء لذكرى النكسة، ما أدى إلى استشهاد 22 شخصا وإصابة 325 آخرين وفق حصيلة جديدة للإعلام السوري. وأبدت الولاياتالمتحدة الأحد “قلقها البالغ” حيال هذه التطورات، داعية الأطراف إلى ضبط النفس. وفتح الجيش الإسرائيلي النار بعدما تمكن المتظاهرون من تجاوز أول خط من الأسلاك الشائكة وضع لمنع وصول المتظاهرين إلى خط وقف إطلاق النار بين البلدين. ومساء، هاجم مئات من الشبان في مجدل شمس في هضبة الجولان السورية المحتلة بالحجارة القوات الإسرائيلية المنتشرة لاحتواء متظاهرين تجمعوا على الجانب السوري من الهضبة، كما أفادنت وكالة “فرانس برس”. ووقعت هذه الصدامات عندما انتشرت سحابات من الغاز المسيل للدموع أطلقت في اتجاه المتظاهرين في الجانب السوري فوق مجدل شمس، كما أفاد مصور وكالة “فرانس برس” من جهة أخرى، اعتصم شبان فلسطينيون وسوريون في مدينة القنيطرة السورية التي تدفق اليها الاف الاشخاص، وفق التلفزيون السوري. وأضاف التلفزيون ان 22 شخصا استشهدوا واصيب 325 آخرون بنيران الجنود الاسرائيليين على مشارف الجولان. ونقلت وكالة الانباء السورية الرسمية “سانا” عن الطبيب في مدينة القنيطرة علي كنعان أن الضحايا كانوا “مصابين بالرصاص في الرأس والصدر”. وشارك في التظاهرة شباب سوريون وفلسطينيون لاحياء ذكرى حرب 1967 التي احتلت خلالها إسرائيل هضبة الجولان، بحسب التلفزيون السوري، الذي عرض صورا لجنود إسرائيليين يفتحون النار على المتظاهرين. وأكد الجيش الاسرائيلي أن الجنود أطلقوا عيارات تحذيرية في الهواء بينما اقترب المتظاهرون من الحدود حاملين أعلاما فلسطينية وسورية ومرددين شعارات مؤيدة للفلسطينيين محاولين عبور الأسلاك الشائكة. واستخدم الجيش الاسرائيلي مكبرات الصوت لتحذير المتظاهرين من الاقتراب من الحدود وخاطبهم باللغة العربية إن “من يقترب من السياج سيكون مسؤولا عن دمه”، ولم يتمكن أي متظاهر من عبور السياج الأمني. وأكد المتحدث باسم الجيش الاسرائيلي، يواف مردخاي، أن “الوضع أصبح تحت السيطرة”. وتحدث الجيش الاسرائيلي عن انفجار لغم أو أكثر في الجانب السوري من الحدود، ما أدى إلى إصابة شخص على الأقل. ونقل التلفزيون السوري مشاهد تظهر مجموعة من الشباب يحاولون تسلق الاسلاك الشائكة ومشاهد أخرى يظهر فيها جنود إسرائيليون يعتلون دبابات وسيارة عسكرية ويطلقون النار على المتظاهرين. وحمل الجيش الاسرائيلي دمشق مسؤولية ما حصل واكد المتحدث باسمه ان النظام السوري “مسؤول عن هذا الاستفزاز” بهدف تحويل الانتباه عن القمع الدموي الذي يمارسه بحق التظاهرات المناهضة له. واتهم رئيس الوزراء الاسرائيلي، بنيامين نتانياهو “عناصر متطرفة”ب “محاولة اقتحام حدودنا وتهديد سكاننا ومواطنينا”. وأعلنت حالة التأهب في صفوف القوات الاسرائيلية منذ ايام ونشرت قوات على الحدود مع لبنان وسورية والضفة الغربية وقطاع غزة تحسبا لتظاهرات مشابهة للتظاهرات التي نظمت في 15 ماي الفائت في ذكرى النكبة وتخللتها مواجهات دامية. وفي الضفة الغربية، اشتبك مئات من الشبان الفلسطينيين مع جيش الاحتلال الاسرائيلي بالقرب من حاجز قلنديا العسكري الفاصل بين مدينتي رام اللهوالقدس. واحتلت إسرائيل خلال حرب 1967 سيناء وأعادتها الى مصر في العام 1982، إضافة الى هضبة الجولان السورية والضفة الغربية بما فيها القدسالشرقية وقطاع غزة الذي انسحبت منه القوات الاسرائيلية والمستوطنون في 2005.