لم يخف الأمين العام للجامعة العربية السابق ومرشح الرئاسيات المصرية، عمرو موسى، في تصريح إعلامي، اعتزامه الحفاظ على العلاقات المصرية مع إسرائيل إذا فاز برئاسة مصر، ما أثار تساؤلات حول خلفية مثل هذا التصريح الذي ينفر الشعب المصري منه خاصة وأنه يعلم أن سياسات مبارك مع إسرائيل كانت أحد أسباب ثورة المصريين ضده، وهو تصريح أثار شكوكا حول تجاوز موسى لكلمة الشعب المصري في الاقتراع إلى اعتماده على دعم أمريكي مقابل حفاظه على العلاقات مع تل أبيب. بتصريح مرشح الرئاسيات في مصر عمرو موسى بأنه سيحافظ على العلاقات مع إسرائيل إذا فاز برئاسة مصر يكون موسى قد تجاوز اعتماده على كلمة الشعب المصري في صندوق الاقتراع إلى اعتماده على دعم أمريكي يمكنه من الوصول لحكم مصر مقابل خدمته لمصالح إسرائيل في المنطقة، ليعيد بذلك سيناريو الرئيس المخلوع، حسني مبارك، وهو سيناريو اقتلعه المصريون بعد ثلاثة عقود ولا مجال لدى المصريين لتكراره مع موسى، المعروف بولائه الشديد لسياسات مبارك طيلة فترة حكم مبارك لمصر وأمانة موسى للجامعة العربية ومعروف التنسيق الكبير بينهما فلم يختلفا إلا عندما أطيح بمبارك ليحاول عمرو موسى ركوب الموجة وتبني الثورة والترشيح للرئاسيات ليعيد سيناريو العلاقات مع إسرائيل الذي كان السبب الرئيسي لثورة الشباب المصري على مبارك، ومعروف مدى الارتياح الجماهيري المصري مباشرة بعد إعادة المجلس العسكري الحاكم في مصر لتصدير الغاز لإسرائيل وفتح معبر رفح وتوقيع المصالحة الفلسطينية، وبالتالي قد يكون من المستبعد أن يقبل الشعب المصري بمبارك آخر على رئاسة مصر في صورة عمرو موسى رغم أن الأمين العام السابق لجامعة الدول العربية، المرشح المحتمل للانتخابات الرئاسية، قال إن علاقته بالرئيس السابق حسنى مبارك ”ليست عقبة كبيرة”، لأنه لم يكن منتميا إلى الحزب الوطني المحل، أو جزءا من الممارسات والسياسات أو الفساد. وأضاف موسى في تصريحاته لصحيفة ”لوس أنجلوس تايمز” الأمريكية أمس الاول: ”هذا هو الوقت للانتقال من الديكتاتورية إلى الديمقراطية، ومن سوء الإدارة إلى الإدارة الجيدة، من نظام مرفوض من الشعب إلى نظام قائم على إرادة الشعب. وأشارت الصحيفة إلى أن موسى كان ”ثائرا” عندما سأله مراسلها عن سبب مجيئه للتحرير مرتين قبل تنحي مبارك بفترة قليلة، وحينها قال موسى: ”ذهبت مرتين إلى ميدان التحرير أثناء الثورة”، مشيرا إلى أن المرشحين الآخرين قد يزعمون أن ظهوره كان له حسابات سياسية. وأكد موسى أنه إذا أصبح رئيسا سيحافظ على العلاقات مع إسرائيل، لكنه سيستمر فى الضغط عليها من أجل التوصل إلى حل الدولتين على أساس حدود عام 1967، مؤكدا أنه يريد إجراء محادثات، وربما إعادة العلاقات مع إيران. ورأت صحيفة ”لوس أنجلوس تايمز” الأمريكية أن موسى يواجه ”موازنة صعبة” بين تصوير نفسه على أنه ”سياسى مخضرم”، وبين علاقاته الماضية التى تضره أكثر من أن تساعده، موضحة أن موسى عندما يتحدث عن مبارك يتبنى لهجة المناضلين الثوريين.