كشف، أمس، عبد الله جاب الله النقاب عن حزبه الجديد المسمى “جبهة العدالة والتنمية”، وسط حضور بعض الوجوه القيادية القديمة المنشقة عن حركة الإصلاح الوطني وعدد كبير من المتعاطفين معه جاؤوا من بعض الولايات وألقى بالمناسبة كلمة ارتجالية حماسية مطولة، معتمدا أسلوبه في الخطابة الإسلامية المعروف بها، إلى جانب قراءته للبيان التأسيسي، حملت الكثير من الرسائل السياسية، أهمها أنه حاول كسب ود السلطة بوضوح، رغبة منه في الحصول على اعتماد حزبه دون مشاكل، كما وجه دعوة للأحزاب الإسلامية لتشكيل تحالف سياسي معه، منتقدا بعضها لأنها “تعصبت إلى جهات” وحادت عن مواقفها. وجاءت كلمة عبد الله جاب الله، مهادنة تماما للسلطة، من خلال تشديده أن حزبه الجديد معارض، وهذا لا يجب أن يفهم على أنه انتهج معارضة أشخاص أو هيئات أو منظمات وإنما معارضة مواقف أو ممارسات وسياسات أو برامج لا تخدم مصلحة البلاد وتخرجها من الأزمة. وواصل جاب الله في مغازلة السلطة، أملا منه في عدم مواجهة صعوبات في الحصول على اعتماد حزبه الجديد، بعد تعديل قانون الأحزاب والجمعيات، بتبييض صورته من بقايا الفيس المحل، وتبرئه من “ممارسات أضرت بالأمة صدرت عن التيار الإسلامي“، فقال “من الظلم وصمها جميعا للحركة الإسلامية... ويخطئ من يظن أن هذا التيار عدو للوطن، نحن فئة مظلومة”، في إشارة منه إلى الأعمال الإرهابية المنسوبة إلى من يسمون أنفسهم إسلاميين. وتابع الرئيس السابق لحركة الإصلاح الوطني، خطابه المهادن للسلطة وللطبقة السياسية معا قائلا: “إننا لا نشكل خطرا على أحد ولا على مؤسسة أو حزب أو هيئة، وحتى من أخطأ في حقنا فشعارنا عفا الله عما سلف، نحن نحارب ممارسات خطيرة على الدين والأمة، لهذا يفترض ألا نعاقب بل نشكر” وتابع “الساحة السياسية بحاجة إلى بروز قوى سياسية جديدة .. كوننا في معارضة لا يعني أننا نلغي جهد الغير فثمة تقدم ملحوظ .. وهذا لا يعني أننا نريد أن نفوز بسلطة الشعب ونحكم البلاد وحدنا.. إن الجزائر للجميع وينبغي على الكل التعاون لبنائها”. وأوضح الشيخ أن مبادئ ومواقف “جبهة العدالة والتنمية” هي امتداد لمبادئ ومواقف حركته في نضالاتها السابقة وهي استمرار لنضاله السياسي منذ سنوات السبعينيات، مشيرا إلى أن حزبه عمليا موجود كونه يملك قاعدة نضالية واسعة، وما ينقصه هو الإجراء الشكلي، أي الحصول على الاعتماد القانوني. ووجه رئيس الهيئة التأسيسية لجبهة العدالة والتنمية، نداء إلى “التيار الإسلامي والوطني النزيه”، للتوحد ولم الشمل مؤكدا على إمكانية الوصول إلى هذا الهدف، ومستدلا بنجاحه في ضم مناضلين من خصومه في حركة الإصلاح الوطني، إلى حزبه الجديد بالقول “هناك وجوه في القاعة نزل الشيطان بيننا هي اليوم معنا..” كنت أتمنى جمع شمل أبناء التيار الإسلامي كله .. وأيدينا ممدودة لكل من رغب في هذا”. وكشف جاب الله عن تسمية حزبه بإحدى قاعات تعاضدية عمال البناء بزرالدة، بحضور عدد من النواب السابقين في حركة الإصلاح الوطني.