صدر حديثا، عن دار"المعرفة"، بالعاصمة، كتاب جديد للباحث يحيى ولد سيدي أحمد، تناول فيه أكثر من ألف مخطوط موزعة عبر المكتبات الإفريقية، والعديد من المؤلفات التلمسانية في كتب الفهارس والتراجم والطبقات والسير الموجودة مثلا في "المكتبة الزينية" في مالي ومكتبات "وادان" و"شنقيط" الموريتانية، إلى جانب مكتبات أخرى في السنغال والنيجر وعواصم أوروبية وآسيوية وعربية. يقول مؤلف الكتاب إن مكتبة جامعة الإسكندرية يبلغ رصيدها 1281 مخطوطا وتضم 1653 عنوانا ألّف علماء تلمسان العديد منها على غرار "الدرة الفريدة في شرح العقيدة..عقيد سيدي محمد بن يوسف" للتلمساني محمد بن عمر بن ابراهيم الملالي، و"شرح العقيدة الصغرى للسنوسي لمحمد بن يوسف السنوسي"، كما تحتوي الخزانة العامة في العاصمة المغربية 4 آلاف مخطوط يعود كثير منها لعلماء تلمسان من بينها "تحفة الأخيار في فضل الصلاة على النبي المختار" لمحمد بن أبي الفضل قاسم الرصاع و"الطراز في ضبط الخراز" لأبي عبد الله محمد بن يوسف بن عبد الله بن عبد الجليل التنسي. كما تضم الخزانة الحسنية المغربية أيضا 16 ألف مخطوط يعود عشرات منها للتلمسانيين. وفي السياق ذاته، نكتشف من خلال صفحات "البيبليوغرافيا التلمسانية" أن مكتبة "جامعة عبادان" في نيجيريا تحتوي مؤلفات جزائرية منها "رسالة في أمور السلطنة" لمحمد بن عبد الكريم المغيلي التلمساني، وذلك إلى جانب عشرات المخطوطات لا تزال موجودة في مكتبة المسجد الحرام بالسعودية ومكتبة القدس الشريف ومكتبة "الغازي خسر بك" في "سراييفو" بالبوسنة، والمكتبة القيصرية في العاصمة النمساوية ''فيينا'' والمكتبة الوطنية في باريس والعديد من المكتبات العالمية. وجاء في تقديم الكتاب أن تلك المخطوطات والمؤلفات دليل على "ترسخ موهبة التأليف لدى علماء تلمسان من لدن الداودي، وهو من أوائل الشارحين لصحيح الإمام البخاري، أي منذ أكثر من عشرة قرون، وبفضلهم أصبحت العقائد فنا مغاربيا، ومؤلفاتهم مرجعا للسواد الأعظم من المسلمين في مشارق الأرض ومغاربها". يذكر أنّ هذا الإصدار جاء بدعم من وزارة الثقافة، في إطار تظاهرة تلمسان عاصمة للثقافة الإسلامية 2011.