لم ينته العيد بالنسبة للكثير من التجار الذين قرروا تمديد عطلتهم بعد يومي عيد الفطر، واضعين بذلك المواطنين في رحلة بحث طويلة عن محل مفتوح يفي بالغرض ويمكنهم من قضاء حاجياتهم، ويزداد الأمر صعوبة بالنسبة للعاملين الذين عجزوا عن إيجاد مكان يسدون فيه جوعهم على الرغم من مرور أربعة أيام على يوم عيد الفطر، إلا أن المحلات التجارية والمقاهي لم تستأنف بعد نشاطها وجعلت المواطن في حيرة من أمره، حيث مازالت العاصمة تعيش على وقع أجواء عيد الفطر المبارك، فالمتجول في مختلف أحياء العاصمة يجد أن الأجواء فيها أصبحت تشبه كثيرا أول أيام العيد ولا تنم عن مرور عدة أيام على عيد الفطر، فالكثير من المحلات التجارية لازالت موصدة في وجوه المواطنين الذين أبدوا تذمرهم من الوضع، يتعلق الأمر بالمطاعم والمقاهي وحتى المواد الغذائية التي حرمت الكثيرين من اقتناء ما يحتاجون إليه، مواجهين بذلك صعوبة في إيجاد محل مفتوح ما اضطرهم في بعض الأحيان إلى قطع مسافات طويلة. ويرجع الكثيرون السبب الرئيسي في تمديد هذه العطلة إلى أن الكثير من أصحاب المحلات والمطاعم في العاصمة فضلوا تقضية عيد الفطر برفقة عائلاتهم خاصة أن معظمهم من ولايات الشرق أو الغرب، والذين استحبوا فكرة اجتماعهم بعائلاتهم وقرروا من تلقاء أنفسهم تمديد عطلة العيد غير آبهين لاحتياجات المواطنين التي لا يمكن تأجيلها أو كبتها خلال أيام العيد، خاصة إذا تحدثنا عن احتياجات أساسية وضرورية مثل المواد الغذائية، هذا ما ذهب إليه الكثير من المواطنين الذين قابلناهم على غرار السيد حسن الذي أبدى استياءه من سلوك التجار، وطالب الجهات المعنية بالتدخل لوضع حد لهذه المهزلة. من جهة أخرى اشتكى الكثير من المواطنين من استغلال بعض التجار في العاصمة الذين انتهزوا هذه الفرصة والندرة في المحلات المفتوحة ليحققوا أرباحا، فنجد أن جشعهم تجاوز الحدود في مناسبة مثل عيد الفطر حيث وصل سندويش "الفريتوملات" إلى 150 دج في رابع أيام العيد بعدما كان سعره لا يتجاوز70 دج في الأيام العادية، نفس الشيء بالنسبة لمادة الخبز التي وصل سعرها إلى 15 دج، هذا الوضع أثار تذمر الكثير من العاملين في العاصمة والذين لم يجدوا مكانا يتناولون فيه وجبة الغداء. وفي هذا السياق قالت إحدى العاملات "لو عرفت أن المحلات لازالت صائمة لسارعت في صيام شوال"، نفس الشيء بالنسبة لآخر علق على الموضوع قائلا: "لم نعرف بأن أصحاب المحلات لديهم عطلة شوال"، من جهتهم الشباب اشتكوا من إغلاق المقاهي التي تعتبر بالنسبة للكثيرين منها الملاذ الوحيد لهم، خاصة مع مصادفة فترة ما بعد العيد مع عطلة نهاية الأسبوع.