تعيش 700 عائلة بدوار معمر بلعيد ببلدية حجوط في تيبازة أوضاعا مزرية، فتنقلُنا إلى عين المكان مكننا من الوقوف على حجم المأساة ومدى صعوبة العيش في هذا الدوار الذي هو مجمع قصديري يفتقر إلى أدنى شروط الحياة الكريمة. يقيم سكان دوار معمر في بيوت قصديرية ضيقة يتقاسمون فيها مراحيض جماعية ويتنفسون الروائح الكريهة المنبعثة من قنوات صرف المياه القذرة التي أعدت بطرق فوضوية، ناهيك عن الممرات الموجودة بين بيت وآخر والتي تتسم بالحفر والأوحال، خاصة في فصل الشتاء، زيادة على رمي الفضلات هنا وهناك، ما جعل أنواع الحشرات والجرذان والكلاب تعيش جنبا إلى جنب مع المقيمين. وحسبما قيل لنا فإن العديد من السكان أصيبوا بعضات الكلاب والجرذان المنتشرة. والمصيبة الكبرى التي زادت من حدة معاناتهم تفشي السرقة من طرف مجموعة من المنحرفين ذوي السوابق العدلية الذين يعتدون بالسلاح الأبيض على الجميع دون تمييز، متنكرين بالأقنعة حتى لا يتعرف عليهم الضحايا. من جهة أخرى أكد السكان أنه تم إحصاؤهم منذ مدة طويلة، قصد ترحيلهم إلى سكنات لائقة في عدة أحياء من مدينة حجوط، لكن في كل مرة تحول الحصص السكنية إلى أطراف أخرى، ما أجبرهم على الاحتجاج عدة مرات على سوء التوزيع، كان آخرها أمام البلدية، عندما تم الإفصاح عن قائمة السكنات الاجتماعية التي استفاد منها أشخاص سبق لهم أن استفادوا من قبل، كما تضمنت قائمة المستفيدين عازبات وأقارب وذوي النفوذ، “فما كان علينا إلا وقف هذه المهزلة، حيث تم سحب القائمة”.. يضيف السكان.