شارك محتجون في مظاهرات بعدة دول عبر العالم للتنديد بالمصرفيين والساسة، وتحميلهم مسؤولية التسبب بالأزمة الاقتصادية العالمية، وشابت احتجاجات في روما أعمال عنف، حيث أشعلت النيران في سيارات وحطمت نوافذ بعض المصارف. وبدأت الاحتجاجات، المدفوعة بحركة “احتلوا وول ستريت”، في نيوزيلندا وبعض المناطق في آسيا، وامتدت إلى أوروبا إلى أن عادت لنقطة البداية في نيويورك، حيث شارك نحو خمسة آلاف شخص في مسيرة للتنديد بطمع الشركات وانعدام المساواة الاقتصادية. وتتزامن المظاهرات مع اجتماع لاعضاء مجموعة العشرين في باريس، حيث يعقد وزراء خارجية ومحافظو البنوك المركزية لاكبر اقتصادات العالم، محادثات بشأن الديون وأزمات العجز التي تؤثر على العديد من الدول الغربية. وحشدت حركة “احتلوا وول ستريت” طاقاتها منذ نحو الشهر ووصلت لذروتها بيوم التحرك العالمي. ولم تتضح بعد ما ستفعله الحركة المدفوعة بالإعلام الاجتماعي بعد احتجاجات السبت. وبينما كانت أغلب الاحتجاجات صغيرة نسبيا عطلت خلالها حركة المرور بالكاد، إلا أن احتجاج روما اجتذب عشرات الآلاف من الناس وامتد لعدة كيلومترات في قلب مركز المدينة. ويشعر المحتجون الأمريكيون بالغضب لأن البنوك الأمريكية تتمتع بأرباح كبيرة بعد حصولها على حزم إنقاذ ضخمة في 2008 بينما يكافح الناس العاديون في ظل اقتصاد صعب يشهد وصول نسبة البطالة إلى تسعة في المئة وضالة المساعدة من واشنطن. وفي نيويورك حيث بدأت الحركة عندما نصب محتجون مخيما مؤقتا في حديقة مانهاتن في 17 سبتمبر، قال المنظمون أن الاحتجاج نما ليشهد خمسة آلاف شخص على الأقل وأنهم ساروا إلى ميدان تايمز سكوير في وسط مانهاتن. ودفعت احتجاجات أخرى صغيرة وسلمية كرة الثلج لتتضخم عبر منطقة آسيا والمحيط الهادي أمس السبت. وفي أوكلاند كبرى مدن نيوزيلندا شارك نحو ثلاثة آلاف شخص في احتجاج حيث رددوا هتافات وقرعوا الطبول وفي سيدني نظم نحو ألفي شخص بينهم ممثلون عن السكان الأصليين واشتراكيون وممثلون عن النقابات العمالية احتجاجا خارج البنك المركزي الأسترالي. وشارك المئات في مسيرة في طوكيو واحتشد أكثر من 100 شخص في بورصة تايبه ورددوا قائلين: “نحن 99 في المئة من تايوان” وقالوا أن النمو الاقتصادي عاد بالنفع فقط على الشركات بينما تغطي مرتبات المنتمين للطبقة الوسطى التكاليف الأساسية بالكاد. وفي هونغ كونغ التي تقع بها مقار بنوك آسيا الاستثمارية ومنها جولدمان ساكس، احتشد أكثر من مئة شخص في ميدان البورصة بالحي المركزي. وانضم طلاب جامعيون لآخرين من أرباب المعاشات ورفعوا لافتات تصف البنوك بالسرطان. وكانت البرتغال مسرحا لأكبر احتجاجات حيث شارك أكثر من عشرين ألف شخص في مسيرة بالعاصمة لشبونة وعدد آخر مماثل في بورتو، ثاني كبرى المدن بالبلاد، بعد يومين من إعلان الحكومة عن حزمة جديدة من الإجراءات التقشفية. واخترق المئات سياجا فرضته الشرطة حول البرلمان في لشبونة واحتلوا درجه الرخامي. واشترك نحو أربعة آلاف يوناني يرفعون لافتات عليها شعارات مثل “اليونان ليست للبيع” في مظاهرة مناهضة لإجراءات التقشف بميدان سينتاجما في العاصمة أثينا مسرح الاشتباكات العنيفة بين الشرطة والشبان في يونيو. وأعرب العديد منهم عن غضبهم إزاء الإجراءات التقشفية التي فرضتها الحكومة لتقليل الدين الناجم عن الإنفاق والفساد وكيف قوضت هذه الإجراءات حياة اليونانيين العاديين. وفي باريس احتشد نحو ألف محتج أمام مبنى المجلس البلدي للمدينة بالتزامن مع اجتماع وزراء مالية مجموعة العشرين بعد تجمعهم من ضاحية بيليفل التي يقطنها أبناء الطبقة العاملة. وفي مدريد نظم نحو ألفي شخص مسيرة إلى ميدان بويرتا ديل سول رفعوا خلالها لافتات تقول “ضعوا المصرفيين على مقاعد البدلاء” وأخرى تقول “كفى مسكنا.. القتل الرحيم للبنوك”. وفي ألمانيا احتشد الآلاف في برلين وهامبورغ ولايبزيغ وخارج البنك المركزي الأوروبي في فرانكفورت. وفي لندن تجمع نحو ألفي شخص خارج كاتدرائية سان بول قرب حي المال للمشاركة في مظاهرة تحت اسم “احتلوا بورصة لندن”. وخارج نيويورك، نظمت احتجاجات مشابهة في مدن أمريكية أخرى وفي كندا. وخرج المئات للشوارع في واشنطن واحتشد نحو ألفي شخص قرب حي المال في تورونتو وفي بورتلاند وأوريغون. وشارك نحو خمسة آلاف شخص في احتجاج بمدينة لوس أنجليس.