“لم نطلب من الجزائر استقبال الأسرى نظرا للبعد ولو احتجنا ذلك لما تأخرنا” كشف الدكتور صالح العاروري، أحد المفاوضين الذين أتموا الصفقة مع إسرائيل - عبر السلطات المصرية - ورئيس هيئة الأسرى الفلسطينيين في تصريح ل “الفجر” بأن الأربعين أسيرا فلسطينيا الذين سيتم الإفراج عنهم إلى الخارج سيتوجهون الى سوريا بناء على طلب سوري، كما أنهم سيتوجهون الى بعض دول الجوار كالأردن ومصر ولبنان، كما كشف عن عرض تركي أيضا باستقبال الأسرى. أعلن مسؤول ملف الأسرى، القيادي المحرر، صالح العاروري، أن ال 40 أسيرا الذين سيفرج عنهم إلى الخارج سيتوجهون إلى دول الجوار بناء على رغبات الأسرى الذين يتطلعون الى البقاء قريبين من أرض الوطن ورجح أن تكون سوريا إحدى الدول العربية التي ستستضيف الاسرى بناء على طلب من الحكومة السورية. كما تحدث عن إمكانية توجه بعض الأسرى إلى دول عربية أخرى مجاورة مثل الأردن ومصر ولبنان، أما باقي الأسرى فسيتوجهون إلى غزة والضفة. وفي سؤال ل “الفجر” حول استقبال سوريا للأسرى الفلسطينيين المحررين في هذه الظروف التي تعرفها سوريا من أحداث دامية، أكد العاروري - الذي قضى 15 عاما في الأسر قبل أن يحرر منذ سنتين - أن سوريا حكومة وشعبا ترحب بالفلسطينيين. لكن المتتبعين للشأن السوري قد يعتبرون استقبال سوريا للأسرى الفلسطينيين محاولة أخرى من النظام لاستعطاف وكسب مشاعر الشعب السوري عن طريق نصرة أشقائهم الفلسطيننيين. أما عن إمكانية استقبال الجزائر لعدد من الأسرى فإن العاروري أكد عدم تقديم الحركة لأي طلب للجزائر ليضيف “لم نطلب من الجزائر استقبال الاسرى ولو طلبنا لما رفضت ولا تأخرت الجزائر”. وقد أرجع عدم اللجوء الى الجزائر ببعد المسافة لا أكثر. من جهته، أكد ممثل حركة “حماس” في الجزائر، أبو أحمد عامر ل “الفجر” أنه اذا تعثرت الأمور حول استقبال الأسرى قد نلجأ إلى الجزائر ودول المغرب العربي. ومن المقرر أن يبدأ اليوم الثلاثاء تنفيذ صفقة تبادل 1027 أسير فلسطيني بالجندي الإسرائيلي، جلعاد شاليط. وذكرت الإذاعة العبرية الرسمية أن السجناء الفلسطينيين سينقلون من سجني “ كتسيعوت وهداريم” إلى معبر كرم أبو سالم في طريقهم الى القطاع أو إلى معبر بيتونيا في طريقهم الى الضفة الغربية، وفي الوقت نفسه سينقل جلعاد شاليط من مكان أسره في قطاع غزة إلى مصر عن طريق معبر رفح. وأشارت إلى أنه فور إبلاغ الجانب الإسرائيلي أن شاليط حي وسالم سيفرج عن 27 أسيرة فلسطينية وسيفرج عن فوج آخر من الأسرى الى القطاع والضفة الغربية بعد أن يؤكد الجانب المصري لإسرائيل أن جلعاد شاليط موجود لديه. وسيمكث شاليط في الأراضي المصرية حوالي ربع ساعة ثم ينقل برا الى إسرائيل ربما عن طريق معبر العوجا على أن يتسنى له الحديث هاتفيا مع والديه ثم تجرى له فحوصات طبية ينقل في ختامها جوا الى إحدى قواعد سلاح الجو الإسرائيلي حيث سيلتقي عائلته، وفي ساعات بعد الظهر سينقل شاليط جوا الى منزله في قرية متسبيه هيلا في الجليل المحتل.