شل أمس شباب بطال بولاية ورقلة، المنطقة الصناعية بحاسي مسعود، بعدما قطعوا الطريق الوطني رقم 49 بوضع المتاريس والعجلات المطاطية ما جعل المنطقة البترولية التي تضم 1049 شركة نفطية وطنية وأجنبية تتوقف عن النشاط. وخرج الشباب البطال منذ الساعات الأولى للصباح لصب جام غضبهم على السلطات الولائية ووزارة العمل والضمان الاجتماعي التي لم تضع أي حلول لمشاكلهم، وهددوا باستئناف حركتهم الاحتجاجية أمام رئاسة الجمهورية في الأيام المقبلة، ما لم يلمسوا الجدية في تسوية مشاكلهم العالقة. وحسب شهود عيان من الرابطة الجزائرية للدفاع عن حقوق الإنسان، التي ترافق البطالين في حركاتهم، فإن عدد المحتجين فاق 100 شاب، كما نظمت مجموعة أخرى مكونة من 150 شاب احتجاجا مماثلا بقطع الطريق الولائي رقم 206 بالمتاريس والعجلات المطاطية التي أضرمت بها النيران، احتجاجا على البطالة، ونقل والي الولاية أربع وكالات تشغيل إلى خارج المناطق السكنية، الأمر الذي اعتبروه تلاعبا ومحاولة لجعل البطالين بعيدين عن الاستفادة من أية فرصة تشغيل بهذه الوكالات. واستنادا إلى تصريح ممثل الرابطة الجزائرية للدفاع عن حقوق الإنسان، مدني مدني، في اتصال مع “الفجر”، فإن خرجة البطالين نهار أمس قد شلت المنطقة الصناعية، لأنها مست الطريق الوطني رقم 49، الذي يعد الشريان الحيوي للولاية بدون منازع. وهدد الشباب البطال بالانتحار حرقا، خاصة أن نسبة البطالة تفوق 60 بالمائة بالولاية مع انعدام أي آفاق لتوفير مناصب الشغل. وقد سارعت مصالح الأمن لتطويق الطريق ومحاولة احتواء الاحتجاج، خاصة أن هذه الولاية سبق لها أن شهدت انزلاقات عديدة خلال سنة 2004 وخلال السنة الماضية ولعل أقرب صورة للأذهان محاولة الانتحار حرقا، التي نفذها شاب بطال في 23 من العمر شهر سبتمبر الماضي وأنقذ من الموت بأعجوبة.