تعتمد عصابات مختصة في تهريب المخدرات على أفارقة لتمرير مادة الهيرويين عبر مطار هواري بومدين بالجزائر، في كبسولات يخبئونها في أمتعتهم، بغرض ترويج هذه السموم بالمغرب الأقصى بعد فشل مسعاها بأوروبا. إنه الواقع الذي كشف عنه نيجري مثل أمس برفقة إفريقيين آخرين بمحكمة الجنايات لمجلس قضاء العاصمة، لتورطهم بتهمة جناية الاستيراد والتصدير للمخدرات والمشاركة في استيراد وتصدير المخدرات. وتمكنت المصالح المختصة من الإيقاع بالمتهم الرئيسي في الملف المدعو “أودينا كاسيريان لويس” الرعية النيجيري، بمطار هواري بومدين الدولي بالجزائر، وبحوزته أربع كبسولات مليئة بالهيروين مخبأة بأمتعته، بعدما كشفه جهاز السكانير، حسبما جرى في جلسة المحاكمة أمس، وأفاد الموقوف في تصريحاته أمام قاضي التحقيق بأن عصابة مختصة في استيراد وتصدير المخدرات تتخذ من مدينة نيامي بالنيجر مقرا لها، وزودته بأربع كبسولات من الهيرويين وكلفته بنقلها إلى مدينة وجدة المغربية، واتخاذ الجزائر كمركز عبور، على خلفية فشل العصابة في مسعاها عن طريق أوروبا، وصرح في السياق ذاته بأن عدة أفارقة نجحوا في عمليات مشابهة. وكشف ذات المتهم أثناء استجوابه أن رعيتين نيجريين أحدهما يدعى “توشيكيو بولينوس” تاجر وصاحب محل متعدد الخدمات وآخر مخصص للمواد الغذائية بالعاصمة، والثاني يسمى “أيكيشوكو ناعوما” يقطن بإحدى الكنائس ببرج الكيفان، حاولا في 28 جانفي 2011 نقل كمية من المخدرات إلى المغرب الأقصى انطلاقا من مطار هواري بومدين الدولي، غير أن مصالح الأمن تمكنت من إلقاء القبض عليهما متلبسين في ذات التاريخ. وحاول المتهمون الثلاثة نفي الأفعال المنسوبة إليهما، بينما أدانتهم محكمة الجنايات بالمجلس ب5 و10 سنوات سجنا نافذا، بعدما التمس النائب العام تسليط عقوبة المؤبد ضدهم وأشار إلى أن عصابات المخدرات بكولومبيا وآسيا اعتمدت عملية ترويج مادة الهرويين بالدول الإفريقية إثر فشل مسعاها بالدول الأوروبية بالاعتماد على أشخاص من جنسيات إفريقية.