اعتبر أستاذ الاقتصاد بجامعة سعد دحلب بالبليدة، فارس مسدور، أنه حان الأوان للمرور من تنظيم شعبي للزكاة إلى تنظيم إداري محض، داعيا إلى الإسراع بإنشاء الديوان الوطني للزكاة. وفي هذا السياق أكد مسدور، في تصريح للإذاعة الوطنية، قناعته بضرورة المرور من تنظيم شعبي للزكاة إلى تنظيم إداري، معربا عن أمله في أن يتم ذلك هذه السنة. كما اعتبر الخبير أن صندوق الزكاة لم يحقق تقدما كبيرا منذ إنشائه بالرغم من تزايد كمية الأموال كل سنة، معربا عن تأسفه في عرقلة المشاكل التنظيمية للإسراع بإنشاء الديوان الوطني للزكاة. وذكر نفس المتحدث أنه تم خلال السنة التي أنشئ فيها صندوق الزكاة جمع ما قيمته 50 مليون دج، مشيرا إلى أن هذه القيمة ارتفعت لتبلغ مليار دج سنة 2010، معتبرا هذا التزايد دليلا على الثقة تجاه صندوق الزكاة التي تزداد من سنة إلى أخرى. كما أشار مسدور إلى أن هذه المبلغ لا يعكس الزكاة الحقيقية للاقتصاد الجزائري التي قدرها بحوالي 3 ملايير دولار. وعن سؤال حول مصير أموال الزكاة، أكد الخبير أن هذه الأخيرة موجهة خاصة للشباب البطال لإنشاء مؤسساتهم من خلال قروض دون فوائد ذات قيمة أقصاها 500 ألف دج، أي 50 مليون سنتيم، مذكرا بإنشاء 6000 مؤسسة بفضل صندوق الزكاة. أما عن التجارب في مجال جمع الزكاة في العالم العربي الإسلامي، ذكر نفس المتحدث أن العربية السعودية والسودان قامتا بوضع نظام الزكاة منذ بداية الثمانينيات. وفي سياق متصل دعا إلى عدم الخلط بين الزكاة التي هي فريضة دينية تجاه ثمان فئات محددة في القرآن، و"بيت المال" الذي يقابل الخزينة العمومية.. وتدفع الزكاة في بلدان المغرب العربي يوم عاشوراء، أي العاشر من محرم أول أشهر السنة الهجرية.