تطورت الأوضاع المضطربة في ليبيا، منذ مقتل الزعيم الليبي السابق، معمر القذافي، بشكل خطير على مستوى التصريحات السياسية، مبرزة حجم الخلاف في التوجهات في كيفية معالجة الأزمة مع استمرار المواجهات المسلحة، ومع استمرار خروج الآلاف من الشباب الليبي للتعبير عن رفضهم للمجلس الانتقالي، رافعين شعارات تذكر بأن الثورة بدأت من بنغازي، وطالبوا بإدخال تغييرات على المجلس الوطني الانتقالي وإقالة أي شخص ارتبط بحكم القذافي من الحكومة، ومنهم رئيس المجلس مصطفى عبد الجليل. هذا وأشار رئيس الحكومة الانتقالية عبد الرحيم الكيب، إلى أن “المظاهرات التي شهدتها مدينة بنغازي مؤخرا للمطالبة بتطهير المجلس الوطني الانتقالي والحكومة الجديدة، تعتبر حراكا شعبيا ممتازا”. وقال في حوار صحفية أمس: “المطالبة بتطهير المجلس والحكومة من أية عناصر محسوبة على نظام العقيد المقتول معمر القذافي لا تمثل أي خطأ على الإطلاق”. نقل الموقع إيرسا الإخباري الليبي، أمس، عن مصادر وصفها بالمؤكدة قولها إن أعضاء المجلس الوطني الانتقالي قد اجتمعوا، أمس، مع المستشار مصطفى عبد الجليل، على خلفية عزم المستشار تقديم استقالته. وقال المصدر إن عبد الجليل قد تراجع عن قرار الاستقالة، بعد إلحاح شخصيات من الانتقالي طالبته بالتخلي عن ذلك، مشيرة إلى أهمية المرحلة التي تمر بها ليبيا. ووصف المستشار المظاهرات التي شهدتها مدينة بنغازي اليومين الماضيين، بأنها ممارسة لحرية الرأي والتعبير. ومن جهة أخرى فقد أكد المصدر عزم الانتقالي استبعاد عدد من الشخصيات التي طالتها ملاحظات، خصوصاً فيما يتعلق بارتباطها مع النظام السابق، وإصدار معايير محدودة توضح الشروط الواجب توفرها فيمن له منصب بالمجلس. هذا وقال أسعد أمبية أبوقيلة، صحفي وكاتب ليبي مستقل، في تصريحات صحافية بعد المحاولة التي تعرض لها اللواء الركن خليفة حفتر، وقبل ذلك تعرض السيد عبد الرحيم الكيب رئيس الحكومة اللليبية الجديدة لمحاولة اغتيال عندما كان في زيارة لمركز إعلامي في طرابلس، يبدو أن محاولات الاغتيال مستمرة. وتفيد الأنباء التي يتناقلها الوسط الليبي وخاصة أنصار الزعيم الليبي الراحل معمر القذافي بتعرض المستشار مصطفى عبد الجليل رئيس المجلس الوطني الانتقالي الليبي لمحاولة اغتيال. من جهته، تعهد مصطفى عبد الجليل رئيس المجلس الوطني الانتقالي الليبي، بأن يتم بناء الجيش وجهاز الشرطة الليبي الجديد خلال 100 يوم. وقال عبد الجليل في تصريحات سابقة نقلتها وسائل الإعلام الليبية: “سنعلن عن نظام الهيكلية الأمنية للجيش كما سنكمل بناء جهاز الشرطة وحرس الحدود خلال 100 يوم”. كما تحدث عبدالجيل عن نقل مقرات الوزارات إلى عدة مدن أخرى بالإضافة إلى طرابلس لتفادي مركزية السلطة. من جانب آخر، قال الجنرال خليفة حفتر قائد الجيش الوطني إنه يعتقد أن 100 يوم ستكون كافية لتدريب وتنظيم المجندين الجدد، ولكنه قال لوكالة “أسوشيتد برس” إن هناك حاجة إلى ما بين 3 و5 سنوات من أجل بناء جيش ليبي قوي قادر على حماية حدود البلاد. السنوسي يدعو الغرب لاستيعاب صعود الإسلاميين دعا أحمد الزبير أحمد السنوسي، عضو المجلس الوطني الانتقالي الليبي، وأحد الفائزين بجائزة ساخاروف هذه السنة، العالم الغربي إلى تغيير نظرته للشعوب العربية ومحاولة “استيعاب وفهم” خياراتهم الإسلامية. وقال السنوسي إن “صعود التيارات الإسلامية في العالم العربي هو نتيجة طبيعية للكبت المتراكم منذ سنوات طويلة.. إن نظرتكم للإسلام وللمسلمين تقول إنهم متطرفون.. لكن هناك متطرفين في كل برلمانات العالم.. هذه النظرة لشعوب بلداننا يجب أن تتغير.. نطلب من أشقائنا في العالم الغربي أن يتفهموا”، مؤكداً أن “الإسلام يقوم على الاعتدال والتسامح”، مضيفًا “إننا ضد التطرف الموجود في جميع الديانات.. نطلب من الأوروبيين أن يتفهموا مشاعر الشعوب العربية وألا يحاول أحد فرض معايير على النظام السياسي الذي ستختاره”.