تراجع إنتاج الحمضيات بولاية الشلف في الفترة الأخيرة كثيرا رغم تحسن الأحوال الجوية. إلا أن تقلص المساحات المخصصة لهذه الشعبة من الفلاحة أثر على منتوج، رغم أن الولاية تتربع على عرش الحمضيات خاصة البرتقال الذي تراجع مكانة ونزل ترتيب الولاية إلى الصف الثالث بعد كل من البليدة (بوفاريك) ومعسكر (المحمدية)، نتيجة للقضاء على أشجار البرتقال لصالح منتجات زراعية أخرى، طمعا في الكسب السريع والقليل الاستثمار. وقع مصدر مسؤول بالغرفة الفلاحية بالولاية أن يصل منتوج الحمضيات هذا الموسم إلى 01 مليون قنطار بمعدل 200 قنطار في الهكتار الواحد، وهي حصة بعيدة عن تلك المسجلة الموسم المنصرم وتجعل ترتيب الولاية يتراجع عاما بعد عام لصالح منتجات أخرى، فضلا عن تفكيك ارتباط اسم ولاية الشلف بهذه الشعبة من الفلاحة منذ عقود من الزمن، لا سيما وأنه من أصل 20 ألف هكتار كانت مخصصة للحمضيات في سنوات الثمانينيات لم يتبق منها إلا 5800 هكتار فقط، منها قرابة الألف هكتار أشجار حديثة لم تبلغ مرحلة الإثمار بعد. أما بالنسبة للغلة المجنية لحد الساعة فبلغت ما يصل إلى 85 ألف قنطار بجميع الأصناف المعروفة. وحسب مصدر من مديرية المصالح الفلاحية بالولاية، فإن العامل الأساسي الأول في تراجع إنتاج هذه المادة يعود بالأساس إلى نقص مياه السقي التي تعتمد حاليا على سد واحد فقط، والذي لا تزيد تغطيته عن أكثر من 5800 هكتار، منها نوعين من الحوامض وهما "واشنطن نافال" المغروسة على مساحة تقارب ال3350 هكتار متبوعة بنوع "الكليمنتين" و"الدوبل فين" الموزعة على مساحة تصل إلى 1270 هكتار والتي لا يمكن تجاوزها في ظل الوضعية الحالية. كما طرح الفلاحون المستثمرون في قطاع الحمضيات مشكل غلاء الأسمدة والأدوية التي أثرت كثيرا على إنتاجها بسبب عزوف الفلاحين عن شراء هذه الأسمدة والأدوية الأمر الذي يعرض الإنتاج للتلف. كما يطرح ممثلو الفلاحة مشكلا آخر لا يقل أهمية عن العاملين الأوليين والذي يتمثل في "هرم" أشجار البرتقال، التي أضحت اليوم غير قادرة على إنتاج أكثر، حيث نجد ما يصل إلى 760 هكتار تزيد فيه عمر الأشجار عن ال50 سنة وهو ما يستدعي قلع وتجديد هذه الأشجار، في حين تشكّل الأشجار التي يصل عمرها إلى أقل من 10 سنوات إلى ألف هكتار فقط؛ فيما تصل 2500 هك من الأشجار إلى 30 سنة من التواجد والإنتاج. نتيجة لهذا الوضع، أصبحت هذه الفاكهة بعيدة عن متناول المواطن، حيث أضحت أسعارها تتأرجح ما بين ال100 و140 دج في وقت تحيط العديد من بساتين البرتقال بأكثر من بلدية بالولاية. وحسب مصدر محلي، فإن الوزارة الوصية ستتكفل بتدعيم هذه الشعبة عن طريق تخصيص اعتمادات مالية لغرس قرابة 06 آلاف هكتار من الحمضيات للمحافظة على مكانة الولاية في هذا الإنتاج.