قال مصدر عسكري بالمجلس الأعلى للقوات المسلحة ”إن المجلس العسكري لن يقبل أي تدخل خارجي في الشؤون الداخلية لمصر، مشددًا على أن مصر دولة مستقلة ذات سيادة”. وأكد المصدر في تصريحات صحفية ل”الشرق الأوسط” أن القضاء لا يخضع لأي ضغوط من أي جهة، وأن القضاء العادل هو صاحب الكلمة الأولى والأخيرة في قضية منظمات المجتمع المدني، مشيرًا إلى أن ”بعض المنظمات الحقوقية تحاول ممارسة حرب إعلامية للتأثير على القضية أو تشويه الصورة، ولكننا تعاهدنا على الحفاظ على تراب هذا الوطن والحفاظ على استقلال السلطة القضائية”. وكان وفدًا من وزارة الدفاع المصرية قد وصل إلى ولاية نيويوركالأمريكية لزيارة بعض القواعد العسكرية الأمريكية، ومقر القيادة المركزية الأمريكية، لمتابعة التعاون العسكري بين مصر والولاياتالمتحدة.. وترددت أنباء عن أن الوفد معني بمناقشة ملف قضية المنظمات الحقوقية المحتدم بين القاهرةوواشنطن، وهو ما نفاه عضو بالمجلس العسكري الحاكم في البلاد، مؤكدًا أن زيارة الوفد العسكري لأمريكا تأتي في إطار الزيارات المتبادلة والدورية وليس لها علاقة من قريب أو بعيد بقضية التمويل الأمريكي للمنظمات الحقوقية. وتأتي زيارة الوفد العسكري المصري في الوقت الذي توترت فيه العلاقة بين مصر والولاياتالمتحدةالأمريكية على خلفية مداهمة القاهرة لنحو 17 منظمة حقوقية، بينها 3 منظمات أمريكية، نهاية ديسمبر الماضي، كما منعت جهات التحقيق المصرية قبل أسبوع نحو 6 أمريكيين من السفر بعدما اتهمتهم القاهرة بالتورط في القضية، ومنهم ابن وزير النقل الأمريكي. وكانت تقارير صحافية ربطت بين زيارة الوفد العسكري المصري للولايات المتحدة، وزيارة الوفد القضائي الأمريكي للقاهرة، وهو ما رد عليه المصدر العسكري قائلا: ”هذه محاولة من جانب بعض المنظمات التي تمت إحالتها للقضاء، ونحن لن نسمح بأي تدخل خارجي في القضية”. من جانبه، قال مسؤول مصري رفيع المستوى إن استقبال الولاياتالمتحدةالأمريكية للوفد العسكري المصري دليل واضح على أن باب الحوار مفتوح بين القاهرةوواشنطن، وأضاف المصدر ل”الشرق الأوسط”: ”العلاقة مع واشنطن قوية واستراتيجية، ولا يجوز أن تتأثر بمثل تلك القضايا الفرعية”. وتابع المصدر المطلع على ملف قضية التمويل الأجنبي للمنظمات الحقوقية: ”نحن نريد تجاوز الأزمة نحو مزيد من التعاون بين البلدين”، لكنه لم يخف انزعاج القاهرة من تصريحات الخارجية الأمريكية الأخيرة بشأن القضية، كذلك من حملات الهجوم في الصحف الأمريكية على المسؤولين المصريين المعنيين بالملف وعلى رأسهم وزيرة التعاون الدولي المصرية فايزة أبو النجا” والتي قال إنها ”حملات ترهيب للوزيرة، ولكل من يفكر في معارضة سياسات واشنطن”.