مكّنت احتجاجات سكان منطقة كاروبيي، الواقعة بأعالي ولاية عنابة، من توقيف أشغال بناء فندق تابع لأحد رجال الأعمال على خلفية محاولته تهديم منصة مدافع كاروبيي الأثرية التي يعود تاريخها إلى 1875. وأثار الشروع في تهيئة الأرضية من خلال الإقدام على تخريب الموقع، حفيظة السكان الذين قدموا شكاوى متعددة لوالي الولاية، يطالبونه فيها بضرورة تدخل مصالحه ووضع حد لما اعتبروه انتهاكا لتاريخ وثقافة الشعب الجزائري، ليتم الأمر مباشرة بوقف الأشغال وإعادة النظر في المشروع برمّته، بل ومباشرة تحقيقات بخصوص خلفيات الإقدام على القيام بأشغال هكذا مشروع، بإعادة تفحّص رخصة البناء ومختلف الوثائق التي تخول مثل هذا الاعتداء. علما أنه غير مدرج ضمن برنامج التنمية المحلية، ومخطط العمران المسطر خلال الخماسي الجاري. تجدر الإشارة إلى أن المواطنين المحتجين كانوا قد أكدوا اللجوء لأروقة العدالة من أجل ضمان إصدار قرار قانوني يخول منع مباشرة أشغال المشروع، ناهيك عن المطالبة بكشف الجهات الإدارية المسؤولة عن منح ترخيص يسمح بإزالة منصة تاريخية تعتبر نقطة سياحية تزخر بها ولاية عنابة، وتستقطب أعدادا معتبرة من السيّاح سنويا للوقوف عليها واسترجاع ذاكرة الشعب الجزائري من خلال تأمل القوة العاتية التي واجهها سكان المنطقة فيما مضى، ووقف خلفهم في عهد الاستقلال ضد محاولات طمس هذه المعالم من خلال الحصول على قرارات إدارية تمكّن من ذلك، ما اعتبر تجاوزا غير مسموح به، يتطلب تدخل الجهات المعنية لكشف ملابساته التي لم تظهر بعد. وللإشارة، سكان كاروبيي لا زالوا في انتظار فهم حقيقة ما يحدث بمنطقتهم التي تسيل لعاب المستثمرين ورجال الأعمال لما عرفت به من جمال طبيعي يضمن نجاح أي مشروع سياحي بها.