توقيف أشغال إنجاز مشروع فندق بمعالم " كاروبيي " بعد إحتجاج مواطنين أمر والي عنابة بالوقف الفوري للأشغال التي إنطلقت منذ نحو أسبوع على مستوى منطقة " كاروبيي "، و الخاصة بمشروع إنجاز فندق تابع لأحد رجال الأعمال، لأن هذه القضية كانت قد أثارت تذمر مئات المواطنين من سكان عاصمة الولاية، و قد أقدمت مجموعة منهم ظهيرة أمس السبت على تنظيم وقفة إحتجاجية أمام قصر الثقافة محمد بوضياف بوسط المدينة للتعبير عن تذمرهم الكبير من الجهات التي رخصت للمقاول بالشروع في الأشغال دون سابق إشعار، و تهديم منصة مدافع “كاروبيي” التي تعتبر من المواقع الأثرية الذي تقع في أعالي ميناء عنابة بالمنطقة المسماة “كاليبسو”. و هي الوقفة التي قابلها الوالي بإصدار أمر يقضي بوقف الأشغال و التحقيق المعمق في القضية، لأن المحتجين من مختلف شرائح المجتمع إعتبروا هدم "منصة المدافع " بمثابة تحطيم واحد من أبزر المعالم الأثرية التي تشتهر بها ولاية عنابة، لأن تاريخ إنجازها يعود إلى سنة 1875.و قدم المحتجون العريضة إلى السلطات المحلية أكدوا فيها لجوءهم إلى العدالة للمطالبة بوقف أشغال هدم الموقع الأثري المتواجد على مستوى " كاروبيي "، كما طالبوا الوالي بضرورة فتح تحقيق إستعجالي في الطريقة التي تمت بها تسوية الوضعية الإدارية لهذا المشروع، لأن إنجاز الفندق لن يتم إلا بعد الهدم الكلي للمعلم الأثري، و " منصة المدافع " ترمز إلى القوة العسكرية التي وقف في وجهها الشعب الجزائري الذي أراد تقرير مصيره بيديه، وضحى من أجل ذلك بدمائه وماله بحثا عن الحرية و الإستقلال. وأكد المحتجون في العريضة التي قدموها على هامش الوقفة الإحتجاجية أن هذا المشروع غير مدرج ضمن برنامج التنمية المحلية، و مخطط العمران المسطر خلال الخماسي الجاري لا يتضمن أي مشروع سياحي بهذه المنطقة، مما دفعهم إلى التشكيك في الكيفية التي تم بها تسجيل هذا المشروع، رغم أن المقاول المعني تحصل على ترخيص بالشروع في الأشغال، موقع من طرف المديرية الوصية. و هذا على غرار مع تم التعامل به مع رجل الأعمال الذي باشر أشغال إنجاز مشروع مجمع سكني بحي الخروبة المطل على الشاطئ، دون ترخيص من طرف مصالح البلدية، الأمر الذي اعتبره المحتجون ترخيصا مشبوها، و مساسا بالمواقع الأثرية التي تشتهر بها مدينة عنابة على مدار التاريخ، كونها تعود إلى العهد الروماني و الحقبة الإستعمارية. إلى ذلك طالب المحتجون بضرورة ترميم الأجزاء التي تم هدمها من المعلم الأثري، لأن " المدفع " الذي كان يعتلي المنصة إختفى منذ اليوم الأول الذي إنطلقت فيه الأشغال.