تتواصل إلى غاية منتصف الشهر الجاري، بمتحف الفن الحديث والمعاصر بالعاصمة، فعاليات المعرض التشكيلي المتنوع الذي نظمته إدارة المتحف في إطار برامجها الثقافية الخاصة بكل شهر. ويشارك في المعرض، الذي انطلق في الثامن عشر من الشهر الماضي، 20 فنانا تشكيليا راحلا، يتقدمهم محمد إسياخم، موسى بوردين، مصطفى نجاي، لعيب، وكمال نزار من الجزائر، إلى جانب آخرين من مختلف أنحاء العالم على غرار إيرو، سيرجيو سلفا كهروانغا، والألمانية بيكهوزين. وتتناول اللوحات المعروضة بأروقة وطوابق المعرض جملة من المواضيع المتنوعة المتعلقة بالخيال والتجريد، بعيدا عن الواقعية الجافة التي تعتمد على الواقع والطبيعة كمنطلق لبناء محاورها وأفكارها، حيث تشكل اللوحات المرسومة بالقماش وكذا بالزيت باقة فنية تعود بالمشاهد إلى استحضار عديد الأفكار والتصورات حولها، وما ترمي إليه من خلال الطريقة الفنية الجميلة المبنية على الألوان المختلفة التي تحرك الذاكرة وتستميل العقل إلى تحليلها وفق منظور التجريد واللاواقعية، على غرار ما تعبر عنه مجموعة الفنانة التشكيلية الألمانية بيكهوزين الموسومة ب"حبي للجزائر"، وهي عبارة عن صورة رقمية استطاعت عبرها أن تحاكي موضوع الولع والشغف للجزائر ولعاداتها وتقاليدها، بالإضافة إلى لوحات الفنان كمال نزار، التي أضفت على المكان جمالا ورونقا، لا سيما بتشكيلة الألوان المختلفة المميزة لها، فهي تنقسم بين اللون الذهبي، الأزرق والأخضر، ناهيك عما قدمه الرسام التشكيلي إيرو في عمليه المستمدين من التراث الشعبي أو ما يطلق عليه ب"البوب آرت"، حيث أبرز بواسطتها قدرة هذا الفن في التعبير عن الإحساس وتصوير الأشياء باختزالها ضمن شكل فني يعطي قراءات كثيرة للصورة. بدوره قدم الجزائري لعيب بعض اللوحات التي لا تقل قيمة وأهمية عن باقي اللوحات الأخرى، حين ذهب إلى رسم وجوه أشخاص تشبه البورتري إلى حد ما، محاولا ترك مجال التحليل والدلالة للمشاهد. كما ضم المعرض لوحات بدون عنوان تتماشى وقراءة المتلقي لها، من جانب آخر خصص القائمون على شؤون المعرض شريطي فيديو، يتعلق الأول بسيرة الراحل عملاق الفن التشكيلي في الجزائر محمد إسياخم، فيما خصص الثاني للمهرجان الثقافي المعاصر الذي جرت فعالياته السنة الفارطة بمتحف الماما.