اشتغل الوفد المشارك في مؤتمر الآثار والتراث الحضاري في الوطن العربي، الذي احتضنه فندق الهلتون بالعاصمة، على العديد من الاقتراحات الهامة التي من شأنها الحفاظ على التراث العربي وتسييره وفق خطط استراتيجية موحدة واضحة المعالم والآجال، تتماشى ومتطلبات العصر. قدم اللقاء العربي العديد من المقترحات التي تصب في إطار التنمية المستدامة، وتهدف الى تقليص الفجوة بين دول المغرب العربي والمشرق، منها إنشاء متحف المتاحف العربية المتنقل والافتراضي تساهم فيه كل دولة ب10 قطع أثرية مميزة تختار من طرف خبراء كل دولة، بالإضافة إلى تبادل المعارض الأثرية والاتنوغرافية المؤقتة والعمل على إجراء اتفاقيات ثقافية تسمح بتبادل الخبرات بين الباحثين، المتحفيين، والفنيين العرب. وخرج المشاركون في المؤتمر بتوصيات تؤكد على التواصل والتعاون بين الأشقاء العرب، منها إنشاء لجنة خاصة لتوحيد المصطلحات المعتمدة في التراث والسياحة في الوطن العربي، وضع مرجعية أمنية موحدة في المتاحف العربية، وكذا العمل على إيجاد سلطة واحدة تتولى الآثار والمتاحف دون الازدواجية، وتجريم أعمال الاعتداء على المواقع الأثرية والمتاحف. كما خرجت ورشة عمل الأطر والمنظومات القانونية والمؤسساتية في مجال التراث العربي ببعض التوصيات، على غرار تيسير التبادل والتعاون الثقافي بين دول المنطقة وحثهم على تطويره على المستويات القانونية، الأخلاقية الدبلوماسية، السياسية والثقافية، وكذا تدارك ضعف الترويج الإعلامي للتراث الأثري. وبهدف تشكيل وحدة للتصدي للتحديات التي يواجهها التراث في المحيط العربي توسعت التوصيات العامة لتشمل الموازنة الدائمة ما بين متطلبات تنمية السياحة الثقافية ومتطلبات التراث الثقافي، تفعيل دور المجتمعات المحلية وخلق شراكة حقيقية معها بوصفها أنجع الوسائل للحفاظ على التراث وتنميته، إلى جانب تكثيف برامج التوعية بالتراث الثقافي خاصة لدى فئتي الأطفال والشباب. يذكر أن أشغال الدورة العشرين لمؤتمر الآثار والتراث الحضاري في الوطن العربي اختتمت، أول أمس، بفندق الهلتون بالعاصمة، حيث وقع الاختيار على دولة البحرين لاحتضان الدورة القادمة شهر نوفمبر المقبل، باعتبار المنامة عاصمة الثقافة العربية للسنة الجارية.