ناقش مؤتمر "المتاحف وسيلة للتواصل بين الحضارات والانسجام الاجتماعي" الذي عقد في جامعة البلمند بلبنان، الدور الذي يمكن أن تلعبه المتاحف بوصفها وسيلة تواصل بين الحضارات، وما تقدمه من دور تربوي تثقيفي يوضح تاريخ الشعوب، ويساعد على فهم الآخر، ومع أن المتاحف "ركيزة ثقافية وحضارية وذاكرة للأوطان" كما قال د.جورج نحاس نائب رئيس الجامعة، فإنها "ليست ذاكرة جامدة بل أداة حوار بين الثقافات" كما يراها المدير العام للمنظمة العربية للتنمية الإدارية في جامعة الدول العربية (أرادو) د.رفعت فاعوري، وأكد المشاركون في المؤتمر الذي أقيم الأسبوع الماضي على أهمية المتحف في تربية الأجيال والتعرف على تاريخها، وأنه لم يعد مجرد معرض للآثار القديمة يذهب إليه الناس للفرجة، وفقا لمديرة المؤتمرات في أرادو خديجة اللقيس، وأضافت اللقيس أن موضوع المؤتمر ينسجم مع التيار السائد للتواصل بين العالم بطرق مختلفة، معتبرة أن التحدي يكمن في إقامة حوار حضارات عبر المتاحف، مبتدئين بتعريف الطلاب والأسر على أهمية المتحف وتغيير النظرة النمطية له، فهو مكان تعلم لا يقتصر على المتعة، وعلى هذا الدور ركزت المتخصصة في علم المتاحف والآثار د.نادين هارون، فالمتاحف برأيها كان دورها سابقا أن تظهر أهمية القطع الأثرية، واليوم ينصب الاهتمام على المتاحف بوصفها أفكارا لا قطعا، وكشفت أن المجلس الوطني العالمي للمتاحف لن يمنح تسمية المتحف إلا للمكان الذي يستوفي شروطا متعددة منها الدور التربوي والبحثي والعلمي، وهنا يأتي هدف المؤتمر في مساعدة المتاحف على فهم وبلورة الأدوار الجديدة، التي منها أن المتحف يمكن أن يذهب للزائر، وذلك بأن يجهز المتحف معرضا يجول على المناطق أو المدارس التي لا تزور المتاحف، وبذلك يكون التواصل والتفاعل هو المحور، "وهذا الفهم لم ندركه سابقا"، ودللت على هذا التصور بما تقوم به مؤسسة العالم العربي في باريس التي تستضيف معرضا سنويا من منطقة من العالم العربي، ويحضره الأجانب، ويتعرفون عبره على حضارة الآخر. وهناك كذلك المتحف الإسلامي الذي يجري إنشاؤه في تورونتو بكندا، وهو شكل من أشكال تبادل فهم الحضارات وبمنزلة حوار بينها، فلم يعد مقبولا في القرن الحالي أن يقتصر دور المتحف على عرضه مجموعة قطع أثرية.