تمكنت مصالح الأمن وبصعوبة من تطويق مسيرة ضمت أكثر من 350 عنصر من معطوبي مكافحة الإرهاب من العسكريين المتقاعدين، كانت باتجاهها إلى مبنى البرلمان، حيث جدد هؤلاء مطالبهم الاجتماعية، متهمين عبد العزيز زياري ونواب بن صالح ب”الخيانة” وهددت ذات الشريحة التي تضم أكثر من ألف مواطن من مقاطعة تشريعيات 10 ماي المقبل. شهدت ساحة بور سعيد، أمام مقر المجلس الشعبي الوطني، حالة من الاحتقان بسبب مسيرة احتجاجية نظمها أكثر من 300 فرد من عناصر مكافحة الإرهاب العسكريين المتقاعدين رافعين شعارات تندد بالحقرة والتهميش، وهي الجموع التي منعتها عناصر الأمن الوطني من السير باتجاه المجلس الشعبي الوطني لتجديد مطالبتهم ذات الطابع الاجتماعي المحض ويبلغ عددها، حسب تصريحات غول محمد، ممثل هذه الفئة 9 مطالب وهي نفسها التي أنشأت لها مصالح وزارة الدفاع الوطني لجنة لدراستها، وتتمثل في رفع نسبة العجز بنسبة 100 بالمائة، وإبقاء منحة العطب والعجز بعد وفاة المعني لذوي الحقوق، إلى جانب تمكينهم من الاستفادة من ميثاق السلم والمصالحة الوطنية ورفع منح التقاعد على غرار ماتم مع متقاعدي مختلف الأسلاك وإعادة النظر في نسبة العجز الجسماني، كما طالب المعوقون منهم والذين حضروا وفي أيديهم أعضاؤهم الاصطناعية بإنشاء مصالح على مستوى المؤسسات الصحية العسكرية للتكفل بفئة جرحى مكافحة الإرهاب. وقد حال الطوق الأمني الكبير الذي فرضته قوات مكافحة الشغب من وصول هؤلاء إلى مدخل المجلس الشعبي الوطني الذي نددوا بسياسة رئيسه الحالي، عبد العزيز زياري، الذي اتهموه بالتلاعب بمطالبهم وتصغيرها منذ تاريخ الاجتماع الذي جمعه بممثلين عنه يوم 19 سبتمبر الماضي، الأمر نفسه بالنسبة لممثلي رئيس مجلس الأمة، عبد القادر بن صالح، الأمر الذي جعلهم يهددون بمقاطعة الانتخابات التشريعية المقبلة وتنظيم وقفة احتجاجية بتاريخ 10 ماي المقبل بمبنى زيغوت يوسف. وقد عرفت الوقفة انزلاقات في حدود الساعة الحادية وعشر دقائق، حسب ما رصدته “الفجر”، بسبب منع قوات الأمن لهذه الفئة بالسير تجاه البرلمان، ما أدى بمصالح الأمن إلى توقيف العديد من الأشخاص.