تعرف معظم مراكز بريد الجزائر بالشلف، هذه الأيام، ضغطا كبيرا من قبل زبائن المؤسسة الذين يجدون صعوبات بالغة في استخراج مرتباتهم وأموالهم، نتيجة لنقص السيولة المالية في معظم مراكز البريد، وانعدامها في أخرى، والتي تزامنت هذه المرة مع الفترة التي تصرف فيها عادة رواتب الموظفين ومعاشات المتقاعدين. يضطر، هذه الأيام، زبائن مؤسسة ”بريد الجزائر” إلى التنقل مابين مراكز البريد عبر تراب الولاية، علهم يجدون مركزا بريديا يتوفر على السيولة المالية اللازمة، بالنظر إلى الطوابير الكبيرة التي تشهدها هذه المراكز، خاصة البريد المركزي بعاصمة الولاية، حيث يشهد تدفقا بشريا كبيرا، إلا أن ذلك لم يقابله رفع في قيمة الحصة المالية الممنوحة له لتلبية طلبات زبائنه الكثيرين، الذين يتخذون من هذا المركز البريدي مصدرا لسحب أموالهم والقيام بجميع المعاملات الإدارية الأخرى. وأضحت إدارة ”بريد الجزائر”، مع هذا التدفق البشري، عاجزة عن تلبية الطلبات الكثيرة، حيث يتم حاليا توجيه الزبائن إلى مراكز البريد الثانوية بالبلديات البعيدة، نتيجة لقلة الطلب على هذه المراكز، إلا أن هذه المراكز سرعان ما تنفد بها السيولة النقدية في الساعات الأولى من النهار، بالنظر إلى الإقبال الذي صارت تعرفه بعد العجز المسجل في مراكز البريد بالمراكز الحضرية، فضلا عن قلة الحصة المالية الممنوحة لها والتي لا تكفي لتغطية الطلبات الكبيرة، خصوصا أن الفترة تزامنت مع دفع مرتبات الموظفين وكذا معاشات المتقاعدين. وتكاد هذه الظاهرة تتكرر مع بداية كل شهر بالنظر إلى قلة السيولة المالية التي تمنح لإدارة بريد الجزائر من قبل البنك المركزي الجزائري، والتي أضحت لا تكفي لتغطية طلبات الزبائن الموزعين عبر 49 مكتبا بريدا عبر تراب الولاية. كما أضحت آلات السحب الآلي هي الأخرى خارج مجال الخدمة، سواء بانقطاع الشبكة أو بنفاد الرصيد المالي بها، الأمر الذي جعل وجود هذه الآلات من عدمه سيان، إذ غالبا ما كان زبائن البريد يستعينون بها للهروب من الطوابير الطويلة الممتدة أمام مراكز البريد.