تدخلت أعداد معتبرة من عناصر أمن ولاية عنابة، أمس، لفتح طريق فالماسكور الرابط مدينة عنابة بأعاليها، المحاذي لسكنات وظيفية تقيم بها عائلات أفراد شرطة متقاعدين بعضهم على قيد الحياة وبعضهم وافته المنية نتيجة قيامهم بغلقه أمام المركبات عن طريق وضع المتاريس والحجارة، تنديدا بقرار إخلاء هذه السكنات التي يشغلونها منذ أكثر من 30 سنة. وأفاد عدد من المحتجين، أنهم يستنكرون القرار الرامي لتشريدهم رفقة عائلاتهم، بعد انقضاء فترة الخدمة التي طالما عرضت آباءهم لمخاطر كبيرة، مضيفين أنهم يستغربون إصرار بعض الجهات على تطبيق هذا القرار في الظرف الحالي الذي يتميز بخصوصيته نتيجة اقتراب موعد التشريعيات. وأكد المحتجون أن عناصر شرطة ناشطين عبر مختلف الوحدات في تراب الولاية، مستعدون للتضامن معهم، رفضا لتطبيق القرار الذي وصفوه ب”المجحف في حقهم، ما كان سببا في اندلاع شرارة الاحتجاج التي تكون قد بلغت يومها الثاني أمس، من خلال وضع الحجارة والمتاريس والعجلات المطاطية بالطريق المؤدي لسواحل عنابة، ما استدعى تنصيب نقطة أمنية بمفترق الطرق وتعزيز المكان بأربع شاحنات تابعة للشرطة يتناوب عليها أفراد مكافحة الشغب. تجدر الإشارة إلى أن الاحتجاجات كانت قد هدأت خلال شهر فيفري المنصرم، غير أنها سرعان ما عادت لتندلع بشكل شبه يومي من خلال عمليات خروج سكان مختلف البلديات إلى الشارع، تنديدا بالإقصاء من الشغل أو السكن، لتسجل هذه المرة وعلى غير العادة احتجاجات أفراد كانوا عاملين بالسلك الأمني، وجدوا أنفسهم في مواجهة عناصر أمنية ناشطة مطالبين بوضع حد لاحتجاجهم. وهيبة. ع .. و7 جرحى في مواجهات بين طالبي السكن الريفي وأشخاص مدججين بالأسلحة البيضاء بالشرفة أسفرت، أمس، المشادات الدامية بين طالبي السكن الريفي ببلدية الشرفة وأشخاص مدججين بالسيوف والخناجر، كان قد استعان بهم مير الشرفة لاحتواء الأوضاع المتأججة داخل مقر البلدية عن إصابة 7 أشخاص بجروح متفاوتة الخطورة تم تحويلهم من طرف مصالح الحماية المدنية إلى مستشفى عين الباردة لتلقي العلاج الفوري. وحسب مصادر طبية فإن أحد المصابين في صفوف المحتجين حالته خطيرة. تطورت أمس الأوضاع ببلدية الشرفة بعد أن خرج طالبو السكن إلى الشارع وأغلقوا مقر البلدية وقطعوا كل المنافذ الرئيسية والطرقات باستعمالهم للمتاريس والعجلات المطاطية تنديدا بتأخر والي عنابة، محمد الغازي، في إيفاد لجنة تحقيق للتحري في ملف السكن الريفي والذي تم توزيعه حسب المحتجين على أشخاص من معارف المير، الأمر الذي لم يهضمه المحتجون حيث وجدوا المتاريس والعجلات المطاطية وسيلة لتوصيل انشغالاتهم. وطالب المحتجون بضرورة إعادة النظر في القائمة الاسمية الخاصة بالمستفيدين من عملية الترميم والتي كانت قد أفرجت عنها المصالح البلدية منذ يومين، وهددوا بتصعيد وتيرة الاحتجاجات والخروج في انتفاضة شعبية في حال عدم تسوية أوضاعهم المزرية لأنهم ملوا من الوعود الكاذبة، خاصة وأن رئيس المجلس البلدي، قفي صالح، كان قد وعدهم بإدراج كل سكان الأكواخ القصديرية والبناءات الهشة في قائمة المستفيدين من السكنات الريفية وحتى الاجتماعية.