هددت 65 عائلة تقطن بشاليهات حي البرتقال، ببلدية بئرخادم في الجزائر العاصمة، بالخروج في وقفة احتجاجية عنيفة إذا لم يتم ترحيلهم إلى سكنات اجتماعية لائقة، أو توقف الأشغال القائمة بالملعب البلدي المحاذي لسكناتهم المهترئة، خاصة أن المشروع أضر كثيرا بأساسات الشاليهات وجدرانها وتسبب في انجراف الأرضية وتشققها، وبذلك تعريض حياتهم وأبنائهم لخطر انهيارها في أي لحظة. بات الوضع السكني الذي يعيش فيه سكان شاليهات حي البرتقال المعروفة سابقا ب”قايد الباب” ببئر خادم غاية في الخطورة، حيث تعود هذه السكنات إلى سنوات الخمسينيات، إلى جانب بعض القاطنين بالمدرسة القديمة بعين المكان الذين يقاسمونهم ذات الظروف السكنية المزرية، مؤكدين أن الوضع لم يعد يحتمل صمت السلطات المحلية وإهمالها لحالتهم، خاصة أن أشغال الملعب البلدي المحاذي لهذه الشاليهات أضرت إضافة إلى العوامل المناخية، بأساسات وأرضية الشاليهات، والتي أخذت بالانجراف نحو الملعب بسبب أشغال الحفر المستمرة والترددات التي تطلقها آلة الحفر في كل مرة منذ انطلاق الأشغال خلال العام 1991، مع العلم أنها كانت متذبذبة ومتقطعة، ما جعل المشروع يطول وأضراره تتضاعف على قاطني هذه السكنات، بالإضافة للأضرار التي تعرف عن طول مدة الإقامة في شاليهات مصنوعة من مادة الأميونت وتأثيراتها السلبية على صحة السكان، ناهيك عن الأمطار التي تزيد الوضع سوءا بعد تسربها عبر الأسقف المهترئة والجدران المنفصلة عن بعضها وحتى عن الأساسات، وهو الأمر الذي أصبح ينذر بخطر انهيارها فوق رؤوس قاطنيها. ويزداد خطر هذه العوامل التي ساهمت في ارتفاع درجة الخطورة بالسكن داخل هذه الشاليهات، مع العلم بأن إحدى القاطنات بالحي ذاته تعرضت لانهيار جزء كبير من السقف داخل أحد الغرف، وهي حاليا مقفلة خوفا من سقوط باقي السقف على أحدهم، بينما تعرض قاطن آخر لانهيار جزء كبير من منزله على غرار المرحاض، الحمام، والمطبخ، لتبقى لديه غرفة واحدة فيها تقضى جميع الأشغال من طبخ ونوم وغيرها، ما أدى لاحتراق ابنته مؤخرا بعد سقوطها على الفرن الأرضي.. وغيرها من المعاناة التي يتقاسمها هؤلاء السكان في شاليهات مهترئة دون استجابة السلطات بترحيلهم أو وقف أشغال الملعب.. وكشف السكان الذين رافقوا “الفجر” أثناء جولتها بالشاليهات، أن وعود الترحيل المتكررة التي لم تتحقق بعد لم تعد تف بالغرض، كما أبدى هؤلاء انزعاجا كبيرا من كلام رئيس البلدية عند مقابلته في كل مرة وسؤاله عن الجديد في قضيتهم التي يتحاشى الخوض فيها.