انتهت، أمس، المهلة المحددة لمواطنى جنوب السودان المقيمين فى شماله والعودة إلى الجنوب أو التسجيل لدى سلطات الخرطوم بعد انقسام البلاد، ما جعل مصير نصف مليون شخص غامضا. وقد فر ملايين الأشخاص خلال عقدى الحرب الأهلية بين شمال وجنوب السودان من المعارك واستقروا فى الشمال، وعاد منهم مئات الآلاف إلى الجنوب مع نهاية الحرب فى 2005 ثم انقسام البلاد فى ماي الماضى. وتفيد بعض التقديرات أن نحو نصف مليون جنوب سوداني لم يرحلوا غالبا لعدم التفريط في وظيفة أو لأنهم تزوجوا في الشمال، كما أن الكثير من الذين مازلوا فى الشمال من قدماء الموظفين المفصولين خلال الانقسام وينتظرون التعويضات. وقد وقع ممثلو شمال وجنوب السودان في مارس ”اتفاقا إطارا” يضمن لمواطني البلدين حرية الإقامة والعمل على طرفي الحدود. لكن جيل هيلكي مسؤولة بعثة المنظمة الدولية للهجرات في السودان ترى أنهم جميعا لا يعرفون كيف يحصلون على وضع مقيم في السودان. ولم تتوفر أي معلومة حول الإجراءات التى يجب اتخاذها باستثناء أنه يجب حيازة بطاقات هوية من جنوب السودان لتقديم طلب. وتنتهي هذه المهلة في ظرف متوتر جدا بين البلدين اللذين يلوحان بإشهار السلاح مجددا لتسوية قضايا حساسة مازالت عالقة منذ انقسام البلاد.