يواظب حزب التجمع من أجل الثقافة والديمقراطية على نقل مواقفه المعارضة لإجراء الانتخابات التشريعية في الجزائر والطعن مسبقا في نزاهتها من خلال الانتقادات التي ينقلها إلى الهيئات والمنظمات الدولية التي تزور الجزائر هذه الأيام في مهمات استطلاعية حول التحضيرات المتعلقة بالموعد الانتخابي. بعد اللقاء الأخير الذي نظمه الارسيدي بمقره الوطني مع مدير المعهد الوطني الديمقراطي المقيم بالمغرب، واطلاعه على موقف الحزب من التشريعيات وكذا إبلاغه جملة من الملاحظات السلبية عن الأجواء التحضيرية التي تسبق الانتخابات البرلمانية، استقبل ظهر أول أمس، رئيس الحزب، محسن بلعباس، وفدا عن الأممالمتحدة الذي جاء إلى الجزائر في نفس المهمة الاستطلاعية المتعلقة بالأجواء الانتخابية. وشارك في اللقاء، الذي جرى بمقر الحزب، إلى جانب خليفة سعيد سعدي، كل من فطة سادات، ليلى حاج أعراب، محمد خندق، محسن مزود، حكيم صاهب، رابح بوستة، رضا بودراع، وهم أمناء وطنيون، وفق ما جاء في الموقع الالكتروني للأرسيدي، وهو نفس الفريق الذي التقى ممثل المعهد الوطني الديمقراطي الأمريكي. واستنادا للتقرير الإخباري الذي أورده الحزب، عبر الخبراء الأمميون عن تقديرهم للحزب وحرصوا من البداية على التوضيح بأن تواجدهم في الجزائر جاء استجابة لطلب تقدمت به السلطات الجزائرية في 20 ديسمبر الماضي، غير أنهم تأسفوا لقصر مدة مهمتهم، كون الجزائر رفضت مدة سنة التي اشترطتها المنظمة الأممية لتشكيل بعثة حقيقية للمراقبة، الأمر الذي يجعلها غير قادرة على ضمان مراقبة العملية الانتخابية الجارية، ما جعل مهمتها تنحصر في معاينة وتقييم شروط تحضير الانتخابات التشريعية، وإعداد تقرير سترفعه للأمين العام للأمم المتحدة. أما رئيس الارسيدي، محسن بلعباس، فشرح مرة أخرى الدوافع التي قادت حزبه لمقاطعة الانتخابات البرلمانية، معتبرا نتائجها محسومة سلفا بالنظر إلى التعتيم الذي يكتنف القوائم الانتخابية وانحياز الإدارة وغلق المجالين السياسي والإعلامي، وهي عوامل لن تسمح – حسبه - اليوم بإجراء منافسة نزيهة وشفافة.