تحول مقر القنصلية الجزائرية بغاو إلى معقل لعناصر حركة التوحيد والجهاد التي اختطفت العاملين فيها، في وقت شددت الجماعة على شرطها لإطلاق صراح الرهائن الذين يتواجدون بحالة جيدة، والمتمثل في فتح قناة اتصال مع الجزائر التي كفرت مسؤوليها بمعية حركة تحرير الأزواد. حسب مصادر إعلامية فإن مفتي جماعة الجهاد والتوحيد بغرب إفريقيا، الموريتاني حماده ولد محمد خيرو، استصدر فتوى تعتبر الأنظمة التي لا تطبق شرع الله بأنها كافرة، بما فيها الحركة الوطنية لتحرير أزواد. وأضافت من جهة أخرى إلى أن مقر القنصلية الجزائرية ب"غاو" تحول إلى مقر عمليات لحركة التوحيد والجهاد، حيث عمد مسلحو التنظيم إلى وضع لافتة كبيرة عند المدخل مكتوب عليها "لا إله إلا الله"، وقد استولى المسلحون على مقر إقامة القنصل ومكاتب من مقر القنصلية التي يفصلها فقط شارع واحد، وتم الاستيلاء على هذا المقر، حسب مفتي الجماعة، لعدة أسباب، من بينها أن "المقر واسع نوعا ما، وهو قريب من وسط المدينة ومن السوق، وأيضا - وهو الأهم - بعث رسالة إلى الجميع بأن الجماعة هي التي تحتجز الدبلوماسيين الجزائريين وليس قوة أخرى في غاو". وداخل المبنى، الذي يحرسه عناصر مدججون بالسلاح، شوهدت وثائق وأوراق مرمية على الأرض، منها مجلة تؤرخ لجانب من تاريخ الجزائر تضم بين صفحاتها كلمات للشيخ عبد الحميد بن باديس، رائد نهضة الجزائر، مكتوب عليها "شعب الجزائر مسلم وإلى العروبة ينتسب". ويزعم عناصر تنظيم حركة التوحيد والجهاد أنهم يسيطرون على أغلب شوارع مدينة "غاو"، لكن بوجود حوالي خمسة حركات مسلحة، فهم لا يسيطرون فعليا إلا على عدة أحياء في المدينة.